أثارت زيارة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إلى مقر أكاديمية الشرطة في القاهرة الجديدة، فجر اليوم الجمعة، غضب المصريين بسبب تجاهل القيادة السياسية لتكرار قتل مواطنين مسيحيين في مدن محافظة شمال سيناء، في ظل ما وصفه سياسيون بـ"الفشل الأمني غير المسبوق".
وتفقد السيسي، يرافقه وزير داخليته اللواء مجدي عبد الغفار، طابور الطلبة الصباحي، وتابعا تدريبات الإعداد البدني، ومهارات الفنون القتالية للطلبة، و"اطمأن على عملية إعدادهم والكفاءة التي يتمتعون بها"، بحسب ما ورد في بيان صادر عن رئاسة الجمهورية صباح اليوم.
وبعد انتهاء الطابور العسكري، شارك السيسي بعض طلبة الكلية جولةً بالدراجات في شوارع منطقة "التجمع الخامس" حيث تقع الأكاديمية، تحت حراسة أمنية مشددة، شهد بعدها قيام عدد من الطلبة بما يسمى "قفزة الثقة" في حوض السباحة الخاص بالكلية، ثم تناول إفطاره معهم.
بيان رئاسة الجمهورية، قال إن الرئيس تحدث مع طلبة الكلية خلال الطابور العسكري والإفطار، ونقل لهم "تحيات كل المصريين لما يبذلونه من جهد استعدادًا لتولي حماية أمن مصر، والحفاظ على استقرارها"، مطالبًا المصريين بـ"الاطمئنان"، ومؤكدًا أن "الدولة المصرية قد عادت، وبمشيئة الله لن يستطيع أحد المساس بها".
وأضاف البيان أن السيسي "أعرب عن سعادته بما لمسه من روح عالية وقدرات قتالية لطلبة الكلية"، موجهاً الشكر لوزير الداخلية وأعضاء هيئة تدريس الكلية لـ"حرصهم على تجهيز الطلبة والطالبات لحماية مصر وشعبها ولتوفير الأمن والاستقرار".
تجاهُل السيسي لحوادث الاعتداء المتكررة على الأقباط، التي كان آخرها مساء أمس، عندما قتلت مجموعة مسلحة، في مدينة العريش بشمال سيناء، مواطنًا مسيحيًا في أحد الأحياء، أثار غضب المصريين.
سياسيون ونشطاء قالوا لـ"العربي الجديد"، إن توجُّه السيسي إلى كلية الشرطة، فجر اليوم، وتجاهُل ما حدث في سيناء أمس، يؤكد أنه يعيش في غيبوبة شبه تامة، ويعبّر عن عدم اكتراثٍ بأرواح البشر "التي تزهق يوميًا على أيدي جماعات إرهابية يستغلها السيسي كمبرر يسوقه إلى دول العالم المختلفة، ليقنعهم بأن مصر تواجه إرهابًا من المحتمل أن يصل إليهم، من أجل ابتزازهم والحصول منهم على الدعم، سواء كان ماديًا أم سياسيًّا".