وتنص المادة 146 من الدستور، على أن "يكلّف رئيس الجمهورية رئيساً لمجلس الوزراء بتشكيل الحكومة، وعرض برنامجه على مجلس النواب. فإذا لم تحصل على ثقة أغلبية أعضائه، يكلف رئيساً جديداً للحكومة بترشيح من ائتلاف الأكثرية. وإذا لم تحصل حكومته على ثقة أغلبية النواب يعدّ المجلس منحلّاً، ويدعو رئيس البلاد لانتخاب برلمان جديد".
وأضاف السيسي، خلال كلمته المطوَّلة في فعاليات مؤتمر "رؤية مصر 2030"، المنعقد في مسرح الجلاء للقوات المسلحة، أمس الأربعاء، أن "الدستور له مسار، ويمكن أن يوصلنا إلى أمور لم نحسب لها حساباً"، محذّراً نواب البرلمان من أية خطوة يتخذونها في هذا الشأن.
وطالب السيسي المصريين ووسائل الإعلام بعدم التشكيك في البرلمان أو مهاجمة الحكومة، ومؤسسات الدولة، قائلاً إنّ "الجميع يأتي لزيارة البرلمان وهم فرحون به، باستثناء المصريين. في بعض برلمانات العالم، يضرب النواب بعضهم أثناء الجلسة"، متسائلاً عن سبب عدم رضا الناس عن البرلمان المصري الجديد.
في هذا الصدد، يعتبر سياسيون وبرلمانيون في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ تلويح السيسي بحل البرلمان، الهدف الأساسي منه، هو تمرير بيان الحكومة من دون مناقشات مستفيضة، ومن ثم اعتماد الموازنة العامة للدولة، بعد تسعين يوماً من موافقة مجلس النواب، على بيان الحكومة. ويقول برلماني مصري لـ"العربي الجديد"، إنّ "رسالة السيسي واضحة، إمّا الموافقة أو البدء في سيناريو حلّ مجلس النواب"، مضيفاً أنّ "الرئيس يريد تمرير البيان والموازنة من خلال مجلس النواب حتى لا يتحمل هو تبعات الإخفاق. إذا نجحت فلا شك أنه سيحصد الثمار، وإن فشلت سيلقي التبعات على البرلمان".
اقرأ أيضاً السيسي يُقر: الطائرة الروسية أُسقطت بهدف ضرب العلاقات
وزعم السيسي أن ما فعله خلال عام ونصف العام، مدة توليه الحكم، لا يمكن فعله خلال 20 عاماً. وتابع السيسي حديثه عن النواب، قائلاً "بعض النواب يدخلون البرلمان للمرة الأولى. كما أنّ 50 في المائة منهم يمارسون العمل السياسي للمرّة الأولى، والمجلس ثلثه شباب، وهذا دليل على أنّه لا وجود لتزييف أو تزوير في الانتخابات".
والجدير بالذكر هنا، أنّ 10 في المائة فقط من النواب هم ما دون الـ35 عاماً. كما أنّ السياسي المنسحب من ائتلاف "دعم مصر"، حازم عبد العظيم، كشف في رسالة سبق أن نشرتها "العربي الجديد"، عن اجتماعات الائتلاف الحائز على أكثرية مقاعد مجلس النواب، كانت تعقد في مقر جهاز المخابرات العامة، بحضور قيادات الجهاز الأمني، ومستشار السيسي القانوني، محمد أبو شقة، لاختيار أسماء المرشحين على القوائم الانتخابية.
وأشار السيسي، في خطابه، إلى أن نسبة تمثيل المرأة "معتبرة" مقارنة ببرلمانات العالم، إذ ضمّ أكثر من 80 امرأة من إجمالي 596 مقعداً، لافتاً إلى أن تجربة البرلمان يوجد فيها الجيد والسيئ، "انسوا الأخير، وركّزوا على نصف الكوب الملآن لتحسين المعنويات في إطار المحافظة على الدولة المصرية"، على حد قوله. وتحدث الرئيس بلهجة حادة قائلاً "هل تعرفون أكثر مني ما إذا كانت الحكومة جيدة أم لا؟ أنا معهم كل يوم. ولا يحصلون على أي شيء ليتحمّلوكم. كل يوم توجّه الإساءات لهم في الجرائد".
وواصل السيسي كلامه، "تناولوا أداء الحكومة بشكل موضوعي، وهيكلة الجهاز الإداري أُنشئت بهدف الإصلاح. ولو وجدنا أنّ هناك أموراً بحاجة إلى التعديل سنعمل عليها. حافظوا على الدولة". وعاير الرئيس المصري ما يقارب من 7 ملايين موظف في الحكومة، قائلاً إنّ "مليون شخص منكم يكفي لإنهاء الأعمال، لكن مصر لم تقل للأسر أنّ لا مكان لهم، ولم تخفّض الرواتب 10 في المائة، ولا تزال تتحمل فاتورة الدعم، والعجز الكبير في الموازنة".
اقرأ أيضاً مصر: "حكومة الظل" تخطط لتعديل وزاري لاحتواء الغضب