وعقد رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، اجتماعاً موسعاً بشأن بحث آليات تطوير سوق خضار العتبة بحي الموسكي، اليوم الاثنين، في حضور وزيرة الثقافة، إيناس عبد الدايم، ومحافظ القاهرة، اللواء خالد عبد العال، ونائبه اللواء إبراهيم عبد الهادي، ورئيس هيئة التخطيط العمراني، علاء عبد الفتاح، وعدد آخر من المسؤولين.
وصرح مدبولي عقب الاجتماع أن هناك توجيهاً رئاسياً إلى وزارة الأوقاف بضرورة إخلاء سوق العتبة التجاري، والتعامل مع شاغليه، بوصف الوزارة هي الجهة المالكة، وذلك بحجة خطورة الوضع الحالي للسوق، الأمر الذي يستلزم ضرورة البدء في عملية تطويره، والعمل على إعادة وجه المنطقة الحضاري.
وأشار مدبولي إلى أن السيسي وجه بالحفاظ على البوابات التراثية الموجودة في المنطقة، وتزويدها بالاحتياطات اللازمة لعدم تكرار مثل هذه الحوادث، مطالباً بضرورة العمل على عودة الشكل الخارجي التاريخي للسوق، في ضوء قيمته التاريخية، وطرازه المعماري الفريد الذي يعود إلى عام 1892، كأول سوق حضاري بمنطقة القاهرة الخديوية.
وأفاد مدبولي بأن سوق العتبة يتخلله 12 ممراً داخلياً، بإجمالي مساحة تصل إلى 5200 متر، في منطقة تربط بين شوارع العطار والأزهر والمرجان، لافتاً إلى استعراض محافظ القاهرة تقريراً حول مقترحات إعادة بناء وتطوير سوق خضار العتبة بحي الموسكي، في ضوء الخسائر التي نجمت عن حريق السوق الشهر الماضي.
وأوضح أن لجنة مشتركة شُكلت من محافظة القاهرة وهيئة الأوقاف - المالكة للسوق والمسؤولة عن إدارته - لتفقد ومعاينة موقع السوق، وحصرها نحو 460 محلاً تجارياً قائماً، تأثر منها قرابة 180 محلاً جراء الحريق الأخير، مدعياً أن الخسائر المترتبة على الحريق كانت نتيجة تزايد المحال العشوائية وغير القانونية، ما أدى إلى ضيق المداخل والمخارج، والتأثير على خطة الحماية المدنية بالسوق.
وتابع رئيس الوزراء أنه تم التنسيق على الفور مع هيئة الأوقاف المصرية، لتشكيل لجنة مشتركة لمراجعة عقود المحال المؤجرة، ومدى قانونيتها، مع تحرير المخالفات اللازمة، واستصدار قرارات بإزالتها، مشيراً إلى عرض المحافظ مقترحات لإعادة بناء وتطوير سوق العتبة، تضمنت ترميم الحوائط والسقف المعدني والجمالون.
كما شملت المقترحات "إنشاء شبكة إطفاء وحماية مدنية معتمدة، وتركيب أجهزة إنذار حريق، وربطها بالإدارة العامة للحماية المدنية، وإنشاء شبكة كهربائية كاملة للسوق نظراً لتلفها، مع تعيين جهة مسؤولة عن إدارة السوق، يكون لها مكان ثابت في السوق، ويتم من خلالها المرور اليومي على السوق لتحديد توقيتات العمل به".
كان مصريون قد صبوا جام غضبهم على الحكومة، إزاء الحرائق المتكررة في الأسواق الشعبية، وأحياء العاصمة القديمة، وفشل النظام في التعامل معها، بغرض التمهيد لإخلائها من قاطنيها تحت ذريعة التطوير، لا سيما بعد الحريق الأخير لمنطقة "سوق العتبة"، وسط القاهرة، والذي تبعه حريق في منطقة الجيزة، وآخر في منطقة "باب الشعرية".
وتخطط الحكومة المصرية لإخلاء العديد من الأسواق الحيوية في محافظتي القاهرة والجيزة، وعلى رأسها "العتبة، وعين شمس، والزاوية الحمراء، والمطرية، وبولاق الدكرور"، تمهيداً لطرح أماكنها المميزة للبيع أمام مستثمرين محليين وخليجيين، من دون توفير بدائل لأصحاب المحال في تلك الأسواق، التي عادة ما تبيع البضائع بأسعار رخيصة الثمن للمواطنين البسطاء.