قالت مصادر محلية وأمنية عراقية إن أربع قرى في محافظة ديالى شرقي البلاد، دمرت بشكل شبه كامل نتيجة سيول قوية اجتاحت المنطقة الحدودية مع إيران، وتسببت في سقوط ضحايا وخسائر مادية كبيرة، ما استدعى تدخل قوات من الجيش في عمليات الإنقاذ.
وقال مسؤول في الشرطة العراقية لـ"العربي الجديد"، إن "مئات الأسر ظلت لساعات عالقة على أسطح منازلها تطلب النجدة منذ فجر اليوم، واستدعى ذلك تدخل طيران الجيش لإنقاذهم بعد أن اجتاحت السيول منازلهم في ناحية قزانية الحدودية".
وقطعت السيول الجارفة الطريق الرئيسي الرابط بين مدينتي مندلي وبلدروز، ما اضطر الأسر إلى الاحتماء بسطوح المنازل بعد أن اجتاحت مياه الفيضانات كل شيء، وأظهرت مقاطع صورها عدد من الناشطين، قوة السيول ومحاولات عشرات الأسر الفرار من هذه المناطق قبل أن يرتفع منسوب المياه.
وقال محافظ ديالى، مثنى التميمي لـ"العربي الجديد"، إن "المنطقة الواقعة بين الجسر وناحية مندلي تعرضت لموجة سيول جارفة دمرت أربع قرى. قيادة العمليات المشتركة تمكنت من إنقاذ أشخاص عالقين، ولكن حتى الآن لا توجد لدينا إحصائية بعدد الضحايا، فلم تشهد المنطقة مثل هذه السيول منذ خمسين عاماً".
وأكد علي الحربي من أهالي ديالى، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، أن "عشرات الأسر ما زالت عالقة في عدد من المناطق التي اجتاحتها السيول اليوم بعد الأمطار الغزيرة التي لم تشهدها المنطقة منذ عقود"، وبين أن "الأسر في المناطق التي غرقت صعدت إلى أسطح المنازل بعد أن اجتاحت المياه البيوت، وبدأت تطلب النجدة، ولكن المشكلة أن أعداد العالقين كبيرة".
وقالت مصادر من قيادة عمليات ديالى، إن "حجم السيول، والمناطق التي اجتاحتها أوجبت تدخل طيران الجيش لعدم وجود طرق لدخول الأرتال العسكرية. لم يتبق مجال سوى للطائرات، والطيارون يواجهون صعوبات بالغة في إيجاد أماكن للهبوط لإنقاذ العالقين، وشكلت غرفة عمليات مشتركة بين الجيش والشرطة والدفاع المدني وإدارة المحافظة لإدارة الأزمة".
وأوضحت مصادر طبية عراقية لـ"العربي الجديد"، أن "السيول تسببت بوفاة ما لا يقل عن 4 مدنيين حتى الآن، لكنها حصيلة أولية قابلة للارتفاع بسبب تضرر عشرات المنازل".
ويشهد العراق أمطاراً غزيرة غير مسبوقة تسببت في سيول جارفة في مناطق غرب الأنبار، وغرق الشوارع والساحات العامة في مدن بغداد وديالى وصلاح الدين والناصرية، كما تسببت السيول في انهيار تحويلات ترابية أنشئت في مناطق غرب الأنبار لمرور السيارات عوضاً عن الجسور المهدمة نتيجة الحرب.
وأوضح المتخصص في الأرصاد الجوية، ماجد الزبيدي، أن "أكثر المناطق المتضررة من الأمطار الغزيرة هي القرى الخالية تقريباً من شبكات تصريف المياه، فيما شهدت المدن فيضانات شديدة بسبب تهالك شبكات الصرف الصحي".