وجد ناشطون جزائريون خرجوا اليوم في عدة ولايات للتظاهر في الجمعة الثمانين من عمر الحراك الشعبي، عناصر الشرطة في انتظارهم حيث عمدوا إلى اعتقال عدد منهم، إثر تحدي النشطاء قرار السلطات منع التجمعات بسبب الأزمة الوبائية المرتبطة بفيروس كورونا.
وشهدت مدينة مستغانم غربي الجزائر تجمعاً للناشطين، كانوا يهتفون "دولة مدنية وليس عسكرية"، وشعارات مناوئة للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قبل أن تقدم الشرطة على اعتقال عدد منهم.
وتخلل ذلك مناوشات بعد صعود أحد الناشطين فوق عربة للشرطة، قبل أن ينجح أعوان الشرطة في توقيفه. كما اعتقلت عناصر الأمن أربعة ناشطين في مدينة تلمسان خلال تجمع لناشطي الحراك الشعبي، وعدد آخر وسط مدينة وهران عاصمة الغرب الجزائري.
وفي مدينة تبسة شرقي البلاد، خرجت مجموعة من الناشطين فيها بمسيرة شارك فيها عدد محدود رفعوا فيها العلم الجزائري، مرددين هتافات تطالب بالديمقراطية.
وتجمع ما يزيد عن 20 ناشطاً في مدينة تيارت للتعبير عن استمرار الحراك الشعبي، والتمسك بمطالبه السياسية المعلنة منذ 22 فبراير/ شباط من العام الماضي، بينما اعتقلت الشرطة سبعة من المتظاهرين واقتادتهم إلى مراكز للأمن.
ونشرت السلطات عناصر أمن باللباس المدني في وسط العاصمة، لمراقبة أي تحرك أو تجمع للناشطين.
وشهدت مدن ولايات منطقة القبائل (ذات الغالبية من السكان الأمازيغ) أكبر المظاهرات اليوم، حيث خرج المئات من المحتجين في مدينة الأربعاء ناث ايراثن، للمطالبة بدولة مدنية واستبعاد تأثير المؤسسة العسكرية على السلطة والقرار، كما خرجت مسيرات في مدن خراطة وتيزي وزو وبجاية والبويرة.
وهذه هي الجمعة الثانية على التوالي التي يحاول فيها الناشطون في الحراك الشعبي العودة إلى الشارع، برغم القبضة الأمنية المشددة التي تفرضها السلطات على الشوارع والساحات والفضاءات العامة ومداخل المدن والعاصمة الجزائرية، وكذا الإبقاء على سريان قرار تعطيل حركة النقل العام والخاص بين الولايات في عطلة نهاية الأسبوع، منعاً لتنقل الناشطين والمتظاهرين خاصة إلى العاصمة الجزائرية.
واستحدثت السلطات تهماً جديدة في حق الناشطين الموقوفين تتعلق بـ"تعريض حياة الناس للخطر عبر كسر الحجر الصحي".
في المقابل، أعلنت اللجنة الوطنية للدفاع عن الناشطين ومعتقلي الرأي أنّ القضاء قرر إيداع الناشط زهير كدام السجن المؤقت، كما قرر القضاء، أمس الخميس، إيداع عدد من الناشطين السجن بينهم الشاب محمد تاجديت الذي يعرف بـ"شاعر الحراك" وسبق له أن كتب عدة قصائد شعرية عن الحراك ومطالبه السياسية.
وتخشى السلطات الجزائرية فعلياً من عودة المظاهرات الشعبية إلى الشارع، تزامناً مع مشكلات اجتماعية وأزمات السيولة النقدية والماء، وكذا فشل الحكومة في تحقيق أي إنجاز اجتماعي واقتصادي والفشل في تسيير الأزمة الوبائية، عدا عن تحول كبير في موقف كتلة واسعة من مؤيدي السلطة منذ الكشف عن مضمون مسودة الدستور، في مايو/ أيار الماضي، عبرت أغلب الكتل السياسية والشعبية عن صدمتها بشأنها.