ودأب المحتجون على الخروج في تظاهرات عقب الصلاة في المسجد الذي يديره حزب الأمة المعارض في أم درمان منذ أن أعلن زعيم الحزب رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي تأييده حركة الاحتجاجات.
وقال شاهد عيان إن المحتجين "هتفوا كذلك بشعار حرية، سلام، عدالة" الذي يطلقه المحتجون منذ اندلاع التظاهرات في ديسمبر/ كانون الأول ضد حكم الرئيس عمر البشير المستمر منذ ثلاثة عقود.
وتنامت التظاهرات المطلبيّة لتتحوّل إلى احتجاجات مناهضة للحكومة تطالب البشير بالتنحّي.
وذكر مسؤولون أن التظاهرات أدّت إلى مقتل 30 شخصاً، بينما تقول جماعات حقوقية إن عدد القتلى يزيد على 40 شخصاً، بينهم أطفال وعاملون في القطاع الطبي، منذ اندلاع الاحتجاجات في 19 كانون الأول/ديسمبر.
وفي اليومين الأخيرين، انتقل النظام السوداني في مساعيه لوقف الحراك الشعبي المطالب بتنحي البشير، والذي دخل أسبوعه السابع، إلى استخدام ورقة المؤسسات العسكرية والأمنية، التي بدت مستنفرة، في محاولة لترهيب الشارع والتحذير من الجهوزية لمواجهة "المخططات ضد أمن البلاد"، بالتوازي مع سخرية البشير أمس من استخدام معارضيه وسائل التواصل الاجتماعي لحشد المحتجين ضد حكمه، معتبراً أن الحكومات والرؤساء لا يمكن تغييرهم عبر "واتساب" و"فيسبوك".
لكن التهديدات لم ترهب السودانيين، الذين خرجوا أمس في شوارع العاصمة ومدن أخرى، مرددين هتافاتهم بـ"الحرية، السلام، والعدالة"، استجابةً لدعوة وجهتها قوى المعارضة، وعلى رأسها "تجمع المهنيين السودانيين"، للمشاركة في موكب أطلقت عليه اسم "الزحف الكبير"، للمطالبة بسقوط النظام وتنحي البشير.
ووجّهت قيادات عسكرية وأمنية، على نحو متزامن، أكثر من رسالة بمضمونٍ واحدٍ أساسه الالتفاف حول البشير وعدم التفريط بأمن واستقرار السودان، كان أحدثها قول وزير الدولة في وزارة الداخلية السودانية، موسى محمد علي مادبو، في تصريحات نقلها المركز السوداني للخدمات الصحافية، أمس الخميس، "عدم التفريط في أمن واستقرار البلاد وتسليمها للعملاء والمُندسّين أو أي جهة أخرى كانت".
وقبل ذلك، أكد وزير الدفاع السوداني، عوض بن عوف، الأربعاء، التفاف الجيش حول قيادته لتفويت الفرصة على المتربصين. وأوضح خلال اجتماع مع كبار ضباط الجيش بحسب بيان للإعلام العسكري، أن "القوات المسلحة تعي تماماً كل المخططات والسيناريوهات التي تم إعدادها لاستغلال الظروف الاقتصادية الراهنة ضد أمن البلاد عبر ما يسمّى بالانتفاضة المحمية، وسعي البعض لاستفزاز القوات المسلحة وسوقها نحو سلوك غير منطقي ولا يليق بمكانتها وتاريخها"، مؤكداً أنهم لن يفرطوا في أمن البلد ولا في قيادته.
(العربي الجديد، فرانس برس)