19 سبتمبر 2019
الشعار ظاهرة سياسية
أحمد ناصر حميدان (اليمن)
المعاناة تعبّر عن نفسها فتبدع، وفي ظل معاناة الناس، تبرز صناعة الشعار وتنميقه، شعار يعكس هم تلك المعاناة، يحتاج لوعي وعقل يشخصها، ويحدد وصفة العلاج الصائبة للتعافي.
إذا غاب الوعي والعقل، تفوقت المشاعر، وللمشاعر مؤثراتها، خصوصا في مجتمع متخلف تسود فيه مشاعر العصبة والثأر وروح الانتقام، مشاعر الشطط والتهور والحماس المنفلت عن العقل.
من السهل جدا أن تستثمر تلك الشعارات كمخدر يخفف من تلك المعاناة، وبمشاعر منفلتة يتم التوصيف الخاطئ، فيسرع من الموت السريري. علما أن الشعار الذي لا يقوده وعي يتحول إلى كارثة للمجتمع والوطن، يستخدم كسحر جذاب يجر الناس إلى مسار مخالف لكل تطلعاتهم وآمالهم وطموحاتهم، بل يقتلها ويقتل الوطن.
الشعار كظاهرة سياسية جديدة ما لم يكن فعلا سياسيا تغييريا يمكّن الفاعلين من إنجاز أفعال ملموسة على أرض الواقع واستراتيجية مضمونة، لا فائدة منه، بل ينقلب إلى كارثة، حيث يجد الناس أنفسهم مخدوعين ومخذولين.
لا يحتاج المرء إلى ذكاء للتعرف على زيف الشعار، الفعل على الأرض يكشف حقائق كثيرة. وما هو أكثر من الزيف، أن تعلو أصوات النصر، وتبحث عن هذا النصر فلا تجده على الأرض، ويتوسل الواهمون نصرهم من الشعوبية الزائفة.
لا معنى لنصر لا يصنع تغيرا في الإنسان والواقع، تشعر بالهزيمة عندما ترى الواقع مجرد صورة من الماضي، ما يعيد إلى ذكرياتك كثيرا من المآسي مع اختلاف الأطراف وتبادل أدوار الهزيمة والنصر.
هناك نصر عام ينتصر للوطن والقضايا الوطنية الكبرى، ينتصر للدولة التي ترعى المواطنة والحريات والعدالة، وهناك نصر خاص ضيق الأفق، يرتكز على النوازع والنزعات، فيه الصراخ عال، يخفي خلفه حالة من الهزيمة والفشل، فلا يرتقي إلى مستوى النصر، بل ينحط ليعبر عن الهزيمة، في تصفية حسابات وإعداد قوائم التخوين والتكفير والاتهام بعرف وقانون الغاب، إضافة إلى تكميم الأفواه، حتى لا تتضح صورة الهزيمة التي تمزق الأواصر وتزيد من حجم القطيعة، وتثقل كاهل الوطن بالتراكمات وأدوات النفاق والارتهان والتبعية، مع التفريط في السيادة والكرامة.
الشعار المسنود بموجة عنف، من السهل أن يركبها المنافقون الذين لا علاقة لهم بالشعار، ومنهم من كان قبلها يلعن هذا الشعار ويخونه، ما يدفع بالشرفاء والصادقين إلى رفض واقع الأمر، فتبرز معارضة حقيقية من معاناة جديدة مصدرها زيف وتزلف الراكبين نفاقا للشعار، ونبدأ مرحلة تصحيح، قد تفلح إذا قادها الوعي والعقل، ليتم تشخيص المرض وتحديد العلاج المناسب. وقد تخذل، إذا تمكن الجهل والتعصب من قيادتها مرة أخرى. ومن سنة الحياة التغيير الذي يحاول أن يشق طريقه رغم المعوقات، وينجح مهما طالت فترة الصراع بين القديم والجديد، فعجلة الحياة تدور للأمام لتصنع تغييرا، وتتجاوز من لا يعي سنة الحياة في التغيير.
من السهل جدا أن تستثمر تلك الشعارات كمخدر يخفف من تلك المعاناة، وبمشاعر منفلتة يتم التوصيف الخاطئ، فيسرع من الموت السريري. علما أن الشعار الذي لا يقوده وعي يتحول إلى كارثة للمجتمع والوطن، يستخدم كسحر جذاب يجر الناس إلى مسار مخالف لكل تطلعاتهم وآمالهم وطموحاتهم، بل يقتلها ويقتل الوطن.
الشعار كظاهرة سياسية جديدة ما لم يكن فعلا سياسيا تغييريا يمكّن الفاعلين من إنجاز أفعال ملموسة على أرض الواقع واستراتيجية مضمونة، لا فائدة منه، بل ينقلب إلى كارثة، حيث يجد الناس أنفسهم مخدوعين ومخذولين.
لا يحتاج المرء إلى ذكاء للتعرف على زيف الشعار، الفعل على الأرض يكشف حقائق كثيرة. وما هو أكثر من الزيف، أن تعلو أصوات النصر، وتبحث عن هذا النصر فلا تجده على الأرض، ويتوسل الواهمون نصرهم من الشعوبية الزائفة.
لا معنى لنصر لا يصنع تغيرا في الإنسان والواقع، تشعر بالهزيمة عندما ترى الواقع مجرد صورة من الماضي، ما يعيد إلى ذكرياتك كثيرا من المآسي مع اختلاف الأطراف وتبادل أدوار الهزيمة والنصر.
هناك نصر عام ينتصر للوطن والقضايا الوطنية الكبرى، ينتصر للدولة التي ترعى المواطنة والحريات والعدالة، وهناك نصر خاص ضيق الأفق، يرتكز على النوازع والنزعات، فيه الصراخ عال، يخفي خلفه حالة من الهزيمة والفشل، فلا يرتقي إلى مستوى النصر، بل ينحط ليعبر عن الهزيمة، في تصفية حسابات وإعداد قوائم التخوين والتكفير والاتهام بعرف وقانون الغاب، إضافة إلى تكميم الأفواه، حتى لا تتضح صورة الهزيمة التي تمزق الأواصر وتزيد من حجم القطيعة، وتثقل كاهل الوطن بالتراكمات وأدوات النفاق والارتهان والتبعية، مع التفريط في السيادة والكرامة.
الشعار المسنود بموجة عنف، من السهل أن يركبها المنافقون الذين لا علاقة لهم بالشعار، ومنهم من كان قبلها يلعن هذا الشعار ويخونه، ما يدفع بالشرفاء والصادقين إلى رفض واقع الأمر، فتبرز معارضة حقيقية من معاناة جديدة مصدرها زيف وتزلف الراكبين نفاقا للشعار، ونبدأ مرحلة تصحيح، قد تفلح إذا قادها الوعي والعقل، ليتم تشخيص المرض وتحديد العلاج المناسب. وقد تخذل، إذا تمكن الجهل والتعصب من قيادتها مرة أخرى. ومن سنة الحياة التغيير الذي يحاول أن يشق طريقه رغم المعوقات، وينجح مهما طالت فترة الصراع بين القديم والجديد، فعجلة الحياة تدور للأمام لتصنع تغييرا، وتتجاوز من لا يعي سنة الحياة في التغيير.