تعيش عائلة الشهيد أحمد محمد سعيد كميل (17 عامًا)، من سكان بلدة قباطية جنوبي جنين، على وقع الصدمة بعد إعلان قوات الاحتلال مقتله، يوم أمس السبت، على حاجز الجلمة العسكري شمالي جنين، بدعوى محاولته تنفيذ عملية طعن ضد جنودها.
رحل الشهيد أحمد كميل، حاملا معه أمنياته وطموحاته، كان اجتماعيًا ومقبلًا على الحياة، يحب الناس، ويساعد والده بعد انتهاء الدراسة، ويقضي أوقاتًا في لعب كرة القدم، أو متابعة المباريات على شاشات التلفاز.
كان الشهيد هادئًا، ومتميزًا في دراسته بصفه الثاني عشر (التوجيهي) في الفرع العلمي لهذا العام، إذ كان يطمح إلى إكمال دراسته الجامعية، ويلتحق بأحد الاختصاصات الهندسية، وكان قد حصل على معدل 92 في المائة في صفه الحادي عشر العام الماضي.
بلال كميل، عمّ الشهيد قال لـ"العربي الجديد" "لم أكن أتوقع أن أفتح خط الهاتف، ويخبرني ضابط الاحتلال بأن ابن أخي أحمد استشهد، فلم ألاحظ أي علامة تدل على أنه ينوي القيام بعمليات ضد الاحتلال".
اعتاد أحمد قضاء عطلته المدرسية يومي الجمعة، والسبت، في مزرعة والده، حيث كان يعمل هناك، ويساعده في الزراعة.
وأضاف بلال "لا أعلم ما الذي حدث، انتقل أحمد قرب حاجز الجلمة، صباح السبت، ليبيع أحد أنواع الحلويات للمركبات التي تنتظر المرور عند الحاجز، وفق ما أكده شهود عيان للعائلة".
ويذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت الفتى أحمد كميل، بنحو 5 رصاصات، مدعية أنه حاول تنفيذ عملية طعن على حاجز الجلمة، وحينما توجهت طواقم الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني لإسعافه تم منعهم من ذلك، وقامت قوات الاحتلال بسحبه إلى داخل الحاجز، ثم أعلن عن استشهاده، واحتجاز الجثمان.
واتهم بلال كميل سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتعمد قتل ابن أخيه أحمد بدم بارد، بعدما تركته لأكثر من ساعتين أمام إحدى المركبات، ينزف، دون تقديم العلاج له، وفق ما أكدته العائلة بحسب ما ظهر في شريط فيديو.
ويذكر أنه عندما وصل والدا الفتى إلى الحاجز، أرغمهما جنود الاحتلال على خلع ملابسهما بالكامل، وسط توجيه الشتائم والصراخ عليهما، ثم تم استجوابهما لعدة ساعات، ورُفض طلبهما بتسلم جثمان ابنهما، كما اكتفى الضابط بإطلاعهما على شريط فيديو مسجل بواسطة هاتفه الجوال وكان يوثق عملية استشهاد ابنهما.
ويلفت عم الشهيد، وهو أيضا شقيق الشهيد ياسر كميل، والذي استشهد في قباطية قبل 10 سنوات على أيدي قوات الاحتلال، إلى أن معاناة الفلسطينيين مستمرة، فالناس يقتلون لأبسط الأسباب في ظل غياب أية بوادر للسلام أو الهدوء في المنطقة.
اقرأ أيضا:الاحتلال يعتقل فلسطينيا طعنه مستوطنون شمالي الضفة الغربية