وشدّدت الشيخة موزا، في مقابلة مع مجلة "باري ماتش" الفرنسية، على أن برنامج "علم طفلاً"، الذي أطلق عام 2012، يحظى اليوم بأكثر من 82 شريكاً، وتمّ من خلاله تحقيق جميع الأهداف التي رسمت له، مؤكّدة أن ما يتم تحقيقه في إطار البرنامج "يقوم آخرون في الوقت نفسه بتدميره، وهذا يعني أنه إذا أخفقنا في فرض إجراءات صارمة فمن المرجح أن يظل هذا المشكل بلا نهاية".
ونوّهت الشيخة موزا، في ما يتعلق بالجهات الأكثر دعماً للبرنامج في العالم، بجهود منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، التي "تعمل معنا كثيراً، وتقدّم لنا الدعم والمساعدة الفنية، وبالتأكيد أرغب في المزيد".
وأوضحت أن بلوغ عدد الأطفال الذين لم يتلقوا أي تعليم حول العالم عتبة 63 مليون طفل، ارتفاعاً من 61 مليون طفل، وفقاً للمنظمة، "أمر مؤسف ويبعث على الأسى، خصوصاً أن ثلثي هؤلاء الأطفال يعيشون في مناطق تفتك بها الصراعات".
وأكدت أن المشكلة التي يواجهها التعليم في العالم اليوم "تتمثل، بشكل عام، في أنه لا يعدّ أولوية بالنسبة لكثير من الزعماء"، مشددة على أنه "ما لم تتخذ إجراءات جذرية لحماية التعليم وحماية المدارس في المقام الأول، فإن هذا الرقم سيستمر في الارتفاع".
وشدّدت رئيسة مجلس إدارة "مؤسسة التعليم فوق الجميع" على أن تمكين الأطفال من ولوج التعليم الأساسي النوعي هو "شغلها الشاغل". واستطردت بالقول "إنه معركتي وأنا أخوضها منذ زمن بعيد. ما أرغبه هو أن تكون المدارس أمكنة مقدسة لا يتم استهدافها في أي حال من الأحوال من قبل الأطراف المتقاتلة".
وتطرّقت الشيخة موزا إلى مكانة المرأة في العالم ومزاعم بعضهم بتراجعها، خاصة مع ظهور "الإسلام الراديكالي"، فقالت في هذا الإطار: "لست متيقنة من الأمر، ولا أملك أي إحصاءات حول ذلك. أسافر كثيراً وألتقي النساء في كل مكان وفي قطر أيضاً، ويبدو لي أن النساء، على العكس، أكثر حضوراً، فلم يكن لديهن مثل هذه السلطة من قبل، كما أنهن بتن على وعي بحقوقهن، وعزز ذلك الثقة لديهن بأنفسهن".
ولفتت الشيخة موزا، خلال المقابلة، إلى أن دولة قطر "يجمعها تاريخ طويل مع السعودية"، متحدّثة في هذا الإطار خصوصاً عن "علاقات الزواج بين أبناء البلدين، والتنقل الدائم للمجتمعات القبلية في المنطقة، وعدم وجود حدود بين بلدانها".
وشددت على أن "عدداً من أسرنا تعيش في المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات، ولا يمكنهم محو هذه العلاقات بين عشية وضحاها. حتى مع حصارهم لنا لا يمكنهم محو جيناتنا. وأنا أعرف أشخاصاً في هذه البلدان غاضبين مما جرى".
ولفتت رئيسة مجلس إدارة "مؤسسة التعليم فوق الجميع" إلى استطلاع أجرته جامعة قطر أظهر أن 78 في المائة من القطريين يشعرون بأن علاقاتهم الأسرية قد تأثرت نتيجة هذا الحصار، وأن الأرقام نفسها، أقل أو أكثر، بالنسبة إلى الإماراتيين.
واستطردت قائلةً: "مع الأزمة الحالية ازددنا قوة، وأصبحنا نركّز على أنفسنا، وقطر اليوم أكثر وحدة في ظلّ قيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، الذي تنامت شعبيته".
وأشارت الشيخة موزا إلى أن الأزمة الراهنة بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية "أبرزت الصفات المثلى التي يتميّز بها قادتنا، وأن الشعب ممتن لهم، كما أن تلك الأزمة فتحت فصلاً جديداً في تاريخنا، وهي بذلك تعدُّ لحظة أساسية في الحياة السياسية لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى".