كشفت صحيفة "يني شفق" التركية (القريبة من حزب العدالة والتنمية والتي تعتبر الناطقة باسمه)، اليوم الأحد، أن "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضغط على زر التدخل العسكري في سورية مع رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو"، مضيفةً أن "رئاسة الأركان التركية تتحضر للعملية بـ 18 ألف جندي".
وأوضحت الصحيفة أن قرار التدخل يأتي "في وقت تهجّر فيه القوات الكردية المعارضين التركمان والعرب في الشمال السوري، إضافة إلى محاولة إنشاء كيان كردي مستقل وفي ظل التعاون بين نظام بشار الأسد وتنظيم (الدولة الإسلامية)".
وأشارت الصحيفة إلى أنه "بعد سلسلة من الاجتماعات الأمنية التي عقدها أردوغان مع قيادة الأركان والاستخبارات ورئاسة الوزراء، وفي ضوء استهداف قوات المعارضة والمدنيين، اتخذ القرار على إنشاء درع واقٍ في المنطقة (شمال سورية)"، ولفتت الصحيفة إلى أن "يوم الجمعة المقبل سيكون الجيش وأجهزة الاستخبارات قد أكملوا عملية الانتشار والتجهيز".
وكشفت الصحيفة أن "قرار أردوغان بالتدخل العسكري جاء بعد ستة اجتماعات أمنية متتالية في أنقرة، إذ طلب أردوغان من داود أوغلو البدء بالاستعدادات العسكرية، كما تم إخطار رئيس الأركان الجنرال نجدت أوزال بهذا الأمر بشكل رسمي".
ووفقاً للمعلومات المسربة التي نشرتها "يني شفق" فإن "الوضع الأمني على طول الخط الحدودي سيبحث على الطاولة بالتفصيل بدءاً من خط جرابلس وحتى البوابة الحدودية عند منطقة إعزاز بطول 110 كيلومترات، حيث ستدخل القوات التركية في هذه المناطق بعمق يتراوح بين 28 – 33 كيلومتراً، ومن المتوقع أن تدخل هذه القوات من نقطتي جرابلس وإعزاز".
وفي الحديث عن جرابلس التي يسيطر عليها تنظيم "داعش"، فإنه في حال توغل الجيش التركي بعمق 33 كيلومتراً فإن هناك احتمالاً كبيراً بأن تصطدم القوات التركية مع قوات الأسد المتواجدة في المنطقة.
وبحسب "يني شفق" فإن هذا التوغل الهدف منه إنشاء منطقة عازلة أو آمنة، حيث من المقرر أن يشارك بعملية التوغل 18 ألف جندي، لكن الصحيفة نوهت إلى أنه لن تتوغل جميع القوات داخل الأراضي السورية، بل سيبقى قسم منها في حالة استعداد للتدخل.
سيناريوهات متوقعة:
وحول السيناريوهات المتوقعة للتجاوب الدولي مع التدخل التركي، ذكرت "يني شفق" أن السيناريو الأول هو حصول تركيا على الدعم.
أما السيناريو الثاني: غياب الدعم الدولي وفي هذه الحالة سوف تلجأ تركيا لتطبيق نموذج جنوب لبنان في التدخل العسكري، إذ أن "المنطقة العازلة التي شكلتها إسرائيل في جنوب لبنان بعد القضاء على معسكرات وقواعد (حزب الله) في الجنوب لم تتطلب قراراً أممياً لأنها أقيمت بحجة حماية الأمن القومي لإسرائيل".