قالت منظمة الصحة العالمية إن أكثر من 800 ألف شخص يقضون كل عام منتحرين، ما يعني أن حالة انتحار واحدة تقع كل 40 ثانية تقريباً.
وقالت المنظمة، في تقرير أصدرته اليوم الخميس، إن الانتحار أضحى مشكلة خطيرة على الصحة العامة في جميع أنحاء العالم، لافتة إلى أن معدلات الانتحار في إقليم شرق المتوسط (قبرص، إسرائيل، سوريا، لبنان، فلسطين، الأردن)، تعدّ "الأقل" عالمياً.
التقرير، الذي حمل عنوان: "منع الانتحار: ضرورة عالمية"، أظهر أن الانتحار يزهق كل عام أرواحاً أكثر من ضحايا جرائم القتل والحروب معاً، لافتاً إلى أن الانتحار "يحتل المرتبة الثانية بين أهم أسباب الوفاة بين الشباب في الفئة العمرية بين 15 و29 سنة على مستوى العالم".
ووفق منظمة الصحة العالمية، يعدّ هذا التقرير أول تقرير عالمي من نوعه حول التصدي لظاهرة الانتحار، ويهدف إلى تسليط الضوء على هذه القضية وعلى جهود منعها، ويحدد الطرق والأساليب المعززة بالأدلة لصياغة السياسات ووضع برامج الوقاية التي يمكن تطبيقها وفقاً للظروف والبيئات المختلفة.
ويتزامن إطلاق التقرير مع اقتراب اليوم العالمي لمنع الانتحار الذي يوافق العاشر من سبتمبر/ أيلول من كل عام، حيث ناشدت المنظمة دول العالم وضع وتنفيذ استراتيجيات شاملة لمنع الانتحار في جميع أنحاء العالم.
ووفقاً للمنظمة، فإن التقرير يعدّ أحدث توثيق شامل للحالة الحالية لجهود منع الانتحار في جميع أنحاء العالم، ويأتي في أعقاب تطبيق مجلس الصحة العالمية لخطة العمل الشاملة حول الصحة العقلية 2013 ـ 2014 التي تلتزم بموجبها الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية بتقليل معدلات الانتحار بنسبة 10 في المئة بحلول عام 2020.
وعن الانتحار في إقليم شرق المتوسط، فإن معدلات الانتحار التقديرية في الإقليم أقل بكثير من الأقاليم الأخرى، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
ويفسّر الدكتور علاء الدين العلوان، المدير الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية، ذلك قائلاً: "قد تفسّر لنا المعتقدات الدينية والعادات الاجتماعية والثقافية تجاه الانتحار ومحاولاته، إلى حدٍ ما، أسباب انخفاض معدلات الوفاة بالانتحار في هذا الإقليم عن غيره من أقاليم العالم".
وكشف التقرير أن معدلات الانتحار مرتفعة نسبياً بين فئات عمرية محددة في الإقليم، خاصة بين الشباب من الرجال والنساء الذين تراوح أعمارهم بين 15 و29 سنة، والرجال والنساء من عمر 60 عاماً فأعلى.
وطالب العلوان بوضع سياسات وسنّ إجراءات تشريعية، للحد من الانتحار، بالتزامن مع تعزيز الوعي العام والمهني بالانتحار كمشكلة صحة عامة، من أجل زيادة المساحة المخصصة لمناقشتها بعقلانية واتخاذ الإجراءات والتدابير الكفيلة بمنع الانتحار.
كما طالب العلوان، حسب التقرير، بوضع استراتيجيات تحظر الوصول لأساليب الانتحار الشائعة، مثل الأسلحة النارية أو المواد السامة، مثل مبيدات الحشرات، والوقاية والعلاج من الاكتئاب والكحول وتعاطي المخدرات، ومتابعة التواصل مع الذين حاولوا الانتحار، وجميعها أثبتت فعاليتها في تقليل معدلات الانتحار.
ويضيف الدكتور العلوان: "من الضروري تحسين كفاءة توثيق حالات الانتحار والإبلاغ عنها من أجل صياغة الاستراتيجيات المطلوبة وأساليب التدخل".