الصحف الأميركية: الصين المتهم الأول بتدهور أسعار النفط

26 اغسطس 2015
حقول نفطية أميركية (أرشيف/ Getty)
+ الخط -

اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" أن إصرار السعودية على زيادة إنتاج النفط كان قد ساهم في خفض الأسعار، لتأتي لاحقاً الأنباء عن التباطؤ الاقتصادي الصيني، لتعزز انهيار الأسعار لمستويات لم تصلها منذ سنوات.

وأشارت الصحيفة إلى أنّه "يمكن افتراض أن الاتفاق النووي مع طهران سيؤثر قريباً في الأسواق، ربما تقوم إيران برفع إنتاجها أيضاً".

ويقول المحلل الاقتصادي روبرت ماكنالي إن "ضعف طلب الصين على النفط ساهم في تفاقم أزمة زيادة الإنتاج التي خلقتها الولايات المتحدة، مع رفض السعودية والعراق خفض الإنتاج"، ويرى أن تباطؤ اقتصاد الصين أثر في امتصاص الإنتاج النفطي المبالغ فيه.
 
ورأت الصحيفة أن انخفاض أسعار النفط يمثل بشرى سارة للمستهلكين، "بما أن الولايات المتحدة هي المستهلك الرئيسي للنفط، فإن خفض الأسعار سيساعد في موازنة الميزان التجاري وخفض التدفقات النقدية إلى الدول المنتجة".

أما عن السعودية، فيقول ماكنالي "ربما ستقوم السعودية بخفض الإنتاج، لكن لا توجد أي دلائل على حدوث هذا قريباً، السعودية تملك قرابة 674 مليار من النقد الأجنبي، ويمكن لها أن تقترض، حيث يمثل الدين العام في 2014 قرابة 1.6% من الناتج المحلي".

من جهتها ترى صحيفة نيويورك تايمز أن السعودية اضطرت لاستخدام قرابة 10 مليارات دولار شهرياً من الاحتياطي النقدي، من أجل سداد نفقاتها، وتضيف "كما استدانت من الأسواق المالية لأول مرة منذ 2007".

وترى "نيويورك تايمز" أنه على الرغم من انخفاض أسعار النفط خلال الأشهر الماضية، إلا أن التقديرات الاقتصادية دائماً ما كانت ترى بأن الانخفاض مؤقت، وبأن أسعار النفط ستستقر أخيراً في مستويات جيدة.

وتابعت "هناك قلق جديد يغذى من الصين، الدولة الأكثر شراهة في استهلاك الطاقة، مع انخفاض أسعار النفط لأقل من 30% عن معدلاتها قبل أشهر، بأن يستمر الركود لفترة أطول من تلك التي توقعها أكثر المتشائمين حيال أسعار النفط، مما سيؤدي إلى إلحاق ضرر أكبر للدول المصدرة".

ويقول وزير النفط الأكوادوري والسكرتير السابق لمنظمة أوبك، رينيه أورتيز، إنّ "الآلام كبيرة تواجه تلك الدول.. هذه الدول كانت تحلم بأن الانخفاض الحالي في أسعار النفط سيكون مؤقتاً".

ويقدر أورتيز خسائر الدول المنتجة للنفط، بسبب انخفاض الأسعار بقرابة التريليون دولار.

بدوره، يرى دانيال يرغين، نائب رئيس مجلس إدارة شركة "أي أش أي" أن تأثيرات تباطؤ الاقتصاد الصيني ترتد على العالم، وأنّ عدداً كبيراً من المنتجين اعتمدوا، في رخائهم أكثر مما كانوا يظنون، على النمو الاقتصادي في الصين".

وتضيف "نيويورك تايمز" أنّ "انخفاض أسعار النفط سيكون مؤثراً بشكل غير مباشر على الحرب الأهلية في سورية واضطرابات أخرى عالمية، لأن الدول التي قد تستخدم ثرواتها النفطية كأداة نفوذ، مثل روسيا، والسعودية، وإيران، ربما لن تكون قادرة على الحفاظ على نفس المستوى من التأثير".

وبالنسبة لدول الخليج، قال نائب رئيس شركة أرامكو النفطية السعودية سابقاً، سداد الحسيني، لـ"نيويورك تايمز"، إنه "لا يمكن الاعتماد على دور المنظمين لأسعار النفط، لأن السوق ضخمة جداً، ومتأثرة جداً بالسياسة، بما لا يدع مجالاً للتحكم فيها".

وأضاف "التدفقات الجديدة للنفط من الولايات المتحدة، وكندا كانت ستواصل التأثير في الأسواق، مما كان سيعجل بانهيار الأسعار إلى معدلاتها الحالية تحت أي ظرف".

وألمح المسؤول السعودي إلى أن انخفاض أسعار النفط حتمي، حتى لو حافظت الصين على مستويات مرتفعة في النمو الاقتصادي.

 
اقرأ أيضاً: 4 مخاطر تهدّد الاقتصاد العالمي أبرزها الصين والإرهاب