أبرزت الصحف الإسرائيلية اليوم، على صفحاتها الأولى، التقرير الأخير لمجلة "دير شبيغل" الألمانية، حول تغير متوقع في موقف المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، من حكومة بنيامين نتنياهو، لا سيما تصريحها في المؤتمر الصحافي المشترك مع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في 19 إبريل/نيسان الماضي، بشأن تفهم المستشارة الألمانية لموقف عباس الداعي للتوجه لمجلس الأمن الدولي لاستصدار قرار أممي ضد المستوطنات.
وقالت كل من صحيفتي "هآرتس" و"يديعوت أحرونوت"، إن التصريحات المنسوبة لكبار مسؤولي الحكومة الألمانية، بدءا من المستشارة نفسها، وقادة الحزب الاشتراكي، المتحالف معها، من شأنها أن تشكل نذر تغير في الموقف الألماني المنحاز بشكل تلقائي وفوري حاليا لصالح المواقف الإسرائيلية، وخاصة ما يتعلق بموقف حكومة نتنياهو بشأن رفض أي مؤتمر دولي لتحريك المسيرة السلمية والإصرار على مسار المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين.
وفي هذا السياق، اعتبرت "هآرتس"، أن من شأن تغيير في الموقف الألماني، في الوقت الراهن، أن يكون مؤشرا للتحول باتجاه دعم المبادرة الفرنسية، الداعية إلى عقد مؤتمر دولي في الثلاثين من الشهر الجاري لوزراء خارجية أوروبيين وعرب وأجانب، باستثناء كل من الطرف الإسرائيلي والفلسطيني، في المرحلة الأولى، الأمر الذي قد يؤثر في مواقف دول أوروبية أخرى.
وفيما هب المراسل السياسي للصحيفة، براك رابيد، إلى اعتبار تصريح ميركل خلال المؤتمر الصحافي مع الرئيس عباس، مؤشراً على تفاقم أزمة الثقة بين ميركل ونتنياهو، مضيفا أن التدهور الحاصل في العلاقات بين إسرائيل وألمانيا، يشبه إلى حد بعيد المسار الذي سارت فيه علاقات نتنياهو بالإدارة الأميركية تحت رئاسة باراك أوباما.
وقال رابيد، إن عدداً غير قليل من الدبلوماسيين في إسرائيل، انشغل في محاولة البحث عن سبب نشر "دير شبيغل" التقرير في الوقت الراهن، خاصة وأن دقة التصريحات المنسوبة لكبار مسؤولي الحكومة الألمانية لا تشير إلى أنها وصلت لمراسلي المجلة من باب المصادفة، بل كانت مقصودة.
وبحسب هؤلاء الدبلوماسيين، فإن نشر التقرير قد يكون رسالة ألمانية واضح هي جزء من عمليات تمهيد لحرك دبلوماسي واسع النطاق وصولا إلى إعلان تأييد المبادرة الفرنسية، أو تأييد التقرير الذي ينتظر أن تنشره الرباعية الدولية قريبا بشأن الجمود في العملية السلمية بين إسرائيل والفلسطينيين، أو تمهيد لمبادرة قد يطلقها الرئيس أوباما لتكون جزءا من ميراثه السياسي والدبلوماسي.
في المقابل، اعتبرت الصحف الإسرائيلية، أن التعقيب الذي عممه ديوان نتنياهو أمس، على الصحف الإسرائيلية، بشأن متانة العلاقات الإسرائيلية الألمانية، ونسب ما جاء في تقرير "دير شبيغل" إلى تجاذبات في السياسة الألمانية الداخلية، بيانا سطحيا وغير جدي.
وبحسب الصحف، تنقل المجلة عن وزراء في الحكومة الألمانية قولهم، إن هناك شعورا في صفوف المحيطين بميركل وفي الحكومة بأن إسرائيل تستغل ألمانيا ومواقفها المؤيدة لها للمضي قدما في سياسة دفن حل الدولتين.