انتقدت افتتاحيات صحف اسكندنافية رزينة، كـ"إنفورماسيون" و"بوليتيكن" الدنماركيتين، اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، ولم تبتعد "أفتون بلاديت" السويدية عن موقف "بوليتيكن" و"إنفورماسيون" في اعتبار اتفاق التطبيع الإمارات الإسرائيلي "خديعة" وأنه إعلان "استبدال عدو العرب إسرائيل بإيران". وتكهنتا بأن الدور قادم على السعودية وغيرها "ما سيفرغ الموقف العربي من موقفه تجاه حل الدولتين".
ورأت "بوليتيكن" الدنماركية أن ما جرى "اتفاق عار يظهر مدى خطورة دونالد ترامب". وتحت هذا العنوان، اعتبرت "بوليتيكن" أن اعتبار ما جرى أمراً تاريخياً "هذا صحيح، لكن في المقام الأول في قياس السخرية السياسية والبشرية التي أدت إلى الاتفاق". واعتبرت الصحيفة أن الاتفاق "ثمنه في الواقع تقويض الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بدولة مستقلة، ومن السخرية أن تقول الإمارات وأميركا أن الاتفاق في مصلحة القضية الفلسطينية، فذلك يظهر فقط الخداع الذي لا يملك أي مصداقية، وهو خداع حوّله ترامب إلى نص سياسي".
وعددت "بوليتيكن" بعض الخدع عن "وقف ضم أجزاء من أرض فلسطين في الضفة الغربية، فيما الأمر حقيقة يتعلق بتعليق ضم غير قانوني أساساً، واعتبار ذلك نجاحاً للفلسطينيين أمر سخيف تماماً. والحقيقة أن ترامب والإمارات يسخران سياسياً من الفلسطينيين، بوضع قضيتهم في لعبة سياسة أكبر مدفوعة بادعاء الخوف من إيران ونظامها الديني".
واعتبرت الصحيفة أن "الاتفاق هو محاولة أخرى من ترامب للظهور كساحر، بعد فشله الذريع في تسويق اتفاقيته (صفقة القرن) بداية العام الحالي". ودعت "بوليتيكن" إلى "ضرورة أن يستدعي هذا الاتفاق تنديداً قوياً ومشتركاً من الاتحاد الأوروبي وبقية الغرب".
في المقابل، وجدت "يولاندس بوستن" الدنماركية، القريبة في مواقفها من الاحتلال الإسرائيلي، في إشهار التطبيع الإماراتي مع إسرائيل فرصة لإطلاق جملة من الأكاذيب حول الفلسطينيين وتحميلهم مسؤولية غياب السلام.
"يولاندس بوستن"، تحت عنوان "اتفاق يمنح الأمل"، اعتبرت أن الاتفاق ثمرة جهود الرئيس الأميركي دونالد ترامب وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "سيوقف مخطط الضم في الضفة الغربية"، رغم اعترافها بأنه مخطط كان مرفوضاً دولياً وعرّض إسرائيل لضغوط كبيرة، ورأت أنه "يزيل الضغوط عن إسرائيل الآن برعاية ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان".
وأكدت "يولاندس بوستن" أن "إسرائيل منذ تأسيسها كانت منبوذة في الشرق الأوسط، وكان عليها أن تقاتل بشكل دائم من أجل استقلالها". ورغم جملتها هذه، لم تنس الصحيفة تذكير القراء أن "مصر اختارت في 1978 اتفاقية سلام مع إسرائيل، والأردن في 1994. وبقي السلام صامداً رغم الاستيطان والاحتلال في الضفة الغربية".
وبأسلوب شبه احتفالي رأت الصحيفة أنه "ما من شك أن الفلسطينيين يُتركون خاسرين بشكل كبير، لكن ذلك على طول الخط مسؤوليتهم وخطأهم". وأشارت "يولاندس بوستن"، في افتتاحيتها اليوم السبت، إلى أن "الاعتراف بالدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط من قبل الإمارات، رغم استمرار الاستيطان والضم (الصحيفة كانت تستخدم تعبير الفتح لوصف الاحتلال وحرب 1967)، فلا بد من الشعور بالسعادة تجاه هذا الاتفاق الذي سيفتح الطريق أمام السعودية وعمان والبحرين والكويت وقطر للاعتراف بإسرائيل وإقامة علاقات دبلوماسية معها".
وتناست الصحيفة علاقات الإمارات العربية المتحدة بإيران، لتعيد طرح رواية أن "طموح إيران بدعم روسي صيني للهيمنة على المنطقة يلعب دوراً في التقارب بين الإمارات وإسرائيل برعاية ترامب، ولدى الخليج مصلحة مشتركة مع إسرائيل تتعلق بحالتهم الوجودية، والفلسطينيون ظلوا يرفضون النوايا الصادقة لسلام دائم، والآن أصبح بإمكان الدول العربية أن ترى أنها تستطيع السير كتفاً إلى كتف مع إسرائيل ضد التنظيمات الإرهابية كـ(داعش) و(القاعدة) و(حزب الله)".
ووجهت الصحيفة كلامها للسلطة الفلسطينية بالقول إنه "عليها الأخذ بالاعتبار المتغيرات في الواقع، لتقبل بتسوية مع إسرائيل، فباتفاق الإمارات وإسرائيل تستنفد الوديعة الأخيرة في حساب النوايا الحسنة".