الصحف الفرنسية بعد اعتداءات إسبانيا: لاس رامبلاس هي الشانزليزيه

18 اغسطس 2017
أدى الاعتداء إلى مقتل 14 مدنياً (كارل كورت/Getty)
+ الخط -
ضرب الإرهاب إسبانيا، أمس الخميس، مخلفاً 14 قتيلاً وإصابة نحو مائة آخرين، ووصل صدى الاعتداءات إلى فرنسا، إذ سبق أن عاش الفرنسيون ولا يزالون هذا النوع من الرعب، وبادر الإعلام الفرنسي إلى استنكار الاعتداء وتحليل تبعاته.

صحيفة "لو فيغارو" اعتبرت أن "إسبانيا ضُرِبَت، بدورها، من قبل داعش الإرهابي"، وكرست افتتاحيتها لما سماه كاتبها باتريك سان-بول "إرهاب رخيص الكلفة".

وكتب أن "لاس رامبلاس الجادة الأكثر حيوية في المدينة، اشتُقَّ اسمها من العربية، الرمل... بينما عاصمة كتالونيا كانت جزءاً من الأندلس التي تحتل مكانة متفردة في الدعاية الجهادية"، وختم الصحافي افتتاحيته بـالقول إن "إيديولوجيا الدولة الإسلامية لن تموت في رمال بلاد الرافدين. ثمة خوف يستبدّ بقارتنا العجوز. وماذا لو أن أوروبا لا تعيش سوى بوادر انحسار رهيب؟".


صحيفة "لو باريزيان" وصفت ما جرى بأنه "رعبٌ في قلب العطلة الصيفية".

أما "ليبراسيون" فعنونت صفحتها الأولى "رعب في رامبلاس"، ووصفت طريقة استخدام إرهابيي تنظيم "داعش" سلاح الدهس، بـ "سلاح الدمار الشامل".

وأشارت إلى أنه "منذ هجمات نيس ولندن، تعددت الهجمات، بهذه الوسيلة، في أوروبا. وفي كل تجمع عمومي تُضطَرّ قوات الأمن إلى أن تكون في أعلى درجات التأهب، كما تُرغَم السلطات على تأطير المظاهرات، عبر استخدام الخرسانة وحدود مليئة بالمياه. وحين يكون هناك نقص في الأجهزة يستعاض عنها بسيارات الشرطة في المداخل. ولكن تعدد الأهداف يجعل من الصعب تجنب هذه العمليات، خصوصاً أن الدعاية الجهادية أثمرت، إذ إن حركات أخرى أصبحت تستخدم الطريقة نفسها".


صحيفة "لاكَرْوا" رأت في اعتداءات برشلونة "شيئاً متوقعاً"، إذ كتبت "الاعتداءات الجهادية في إسبانيا: كان يجب أن تحصل في يوم أو آخَر"، بسبب الاعتقالات التي تعلن عنها السلطات الإسبانية، بين الحين والآخر، وتستهدف أشخاصاً يشتبه في علاقتهم بتنظيمات إرهابية.

أما صحيفة "لوموند" فرأت أن "إسبانيا أصبحت القاعدة الخلفية لتنظيم داعش"، وعبرت عن قناعتها بأن اعتداءات برشلونة ولاس رامبلاس هي نتيجة عمل "شبكة جهادية واسعة كانت نائمة، ثم قررت الانتقال إلى الفعل".

أما صحيفة "ميدي ليبر" فتوعّدت بأن الإرهابيين "لن يمرّوا"، وهو شعار الجمهورية الإسبانية في الحرب الأهلية الإسبانية ضد الفاشية والديكتاتورية، ورأت أنه "شعار متأصل في نفوس برشلونة"، ورأت الصحيفة الفرنسية أن "غباء ووحشية استراتيجية القتلة ستصطدم بثبات الديمقراطيات".

صحيفة "وِست فرانس" لم تمنع نفسها، بعد اعتداءات برشلونة، من مقارنة اعتداءات فرنسا باعتداءات إسبانيا، فكتبت أن "رامبلاس هي جادة شانزليزيه، بالنسبة لنا"، وهو عنوان اقتبسته من مقالة للصحافي الإسباني يواكيم أمور، نشره في صحيفة "إلبيريوديكو" الكتالانية، وأضاف أَمُور أن "اختيار هذا المكان من أجل تنفيذ اعتداء إرهابي هو رمزٌ قوي. إنه الشارع المركزي في بلدتنا، ويعرفه العالم بأسره. وهو في هذا الموسم يعجّ بالبشر".

ورأت الصحيفة الفرنسية أن "داعش" استهدف في عمليته "السياحة الجماهيرية". ومن جهة أخرى، اعتبرت صحيفة "لامونتاني" أن "برشلونة ضُرِبَت في قلبها"، وهو عنوان ورد تلقائياً في صحف عدة.