وتداول ناشطون صوراً لعملية صيد تلك الطيور التي تستقر في منطقة الأهوار، جنوب العراق من خلال عمليات قنص أو رمي شباك عليها، ويتم ترك الطيور التي تقتل في المياه أو المناطق التي تتواجد فيها كون لحمها لا يؤكل، بينما تُباع التي تمسك حيّة في أسواق عامة.
وأطلقت الدوائر المختصّة في محافظة ذي قار، حملة لمواجهة عمليات الصيد الجائر للطيور المهاجرة والأسماك في الأهوار، لأن الصيد ممنوع ضد هذه الطيور النادرة.
وقال أحد الناشطين، ويدعى سعدون الحمداوي في تصريح لـ" العربي الجديد"، إنّ" نوعية الطيور التي وصلت على شكل أسراب بعد ارتفاع مناسيب الأهوار في محافظات ميسان وذي قار جنوب البلاد، يطلق عليها بجع الفلامينكو، وهي من الطيور النادرة وتعيش في محميات في أوروبا ودول أخرى".
وأضاف أن" جمعيات حماية البيئة سجلت قيام الصيادين بقتل واصطياد عدد منها، وهذا الأمر يعتبر سابقة خطيرة".
وتابع أن "الطيور تُباع في سوق محافظة ذي قار وميسان، وتباع وتشترى من وسطاء، ولا تؤكل لحومها ولا تصلح أن تكون طيوراً للزينة".
من جهته، قال مدير بيئة محافظة ذي قار محسن عزيز، إنّ " قيام بعض الأشخاص باصطياد طيور الفلامينكو والبجع في أهوار المحافظة أمر في غاية الخطورة، لذلك عقدنا اجتماعاً طارئاً للجان الأمنية وعدد من مسؤولي الوحدات الإدارية في مناطق الأهوار بغرض تنفيذ حملة كبرى لمواجهة عمليات الصيد الجائر التي تتعرض لها الطيور المهاجرة في تلك المناطق".
وأضاف "شخّصت الدائرة تعرض طيور البجع المهاجرة من روسيا وسيبيريا إلى تجاوزات من خلال الصيد الجائر لها في محافظة ميسان بعد نشر صورها على شبكات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي دعا المحافظة للتوجه نحو تنفيذ حملة واسعة لمواجهة هذه التحديات التي تتعرض لها الطيور المهاجرة من أوروبا وسيبيريا خلال موسم الدفء والتكاثر".
وأكد أن المحافظة ستعمل على تأمين حياة الطيور المهاجرة، وكذلك الأسماك في مناطق الأهوار بعد ضمّها إلى لائحة التراث العالمي، في إطار تنفيذ خطة إدارة هذه المناطق ضمن محددات اليونيسكو".
وفي ذات السياق، قال رئيس المركز الإنمائي للطاقة والمياه في وزارة الصحة والبيئة، ليث شبر، إنّ "الحدّ من ظاهرة الصيد الجائر للطيور النادرة في الأهوار يتطلب تفعيل دور الشرطة البيئية لتتولى مهمة منع التجاوز على الطيور النادرة، ومنع ظواهر الصيد الجائرة التي يقوم بها بعض ضعاف النفوس، وسنطلق ندوات تثقيفية للحد من الصيد الجائر للطيور، إلى جانب ذلك يتطلب تكاثف جهود منظمات المجتمع المدني لإنجاح المهمة، وقد جرى الاتصال بوزارة الصحة والبيئة لغرض الحد من الظاهرة".
وطالب المركز الإنمائي للطاقة والمياه بتفعيل دور الشرطة البيئية للحد من ظاهرة الصيد الجائر في مناطق الأهوار جنوب البلاد، بعد انتشار صور لعدد من طيور الفلامينكو النادرة، وهي معروضة للبيع في الأسواق".
وانضمت أهوار العراق في 18 يوليو/ تموز 2016، إلى سابقاتها من المواقع الأثرية العراقية ومنها سامراء، وأشور، والحضر، وقلعة أربيل، وأور، وأريدو، والوركاء، إلى لائحة التراث العالمي.
وأثمرت نقاشات منظمة "يونيسكو" والتي استمرت اجتماعاتها على مدى ثمانية أيام في مدينة إسطنبول التركية، عن موافقة المشاركين على ضمّ 3 مدن قديمة و4 مدن من الأهوار العراقية إلى سجل التراث العالمي، وبدعم من عدة دول أبرزها الكويت وفرنسا وفنلندا وإندونيسيا والبرتغال وتونس وفيتنام واليابان.
وكانت الأهوار تعاني من الجفاف المتزايد الذي تسبب بنفوق الآلاف من الماشية، خصوصاً منها الجاموس الذي اشتهر سكان الأهوار بتربيته في محافظات ميسان وذي قار، كل ذلك ربما يعني اختفاء مظاهر الحياة في معظم مناطق الأهوار خلال سنوات قليلة، كما تسببت مشاريع بناء السدود على منابع نهري دجلة والفرات في تركيا في انخفاض حصة العراق من مياه النهرين، وانعكس ذلك سلباً على كميات المياه المتدفقة على الأهوار.
يشار إلى أن مساحة الأهوار تفوق 16 ألف كيلومتر مربع، وتمتد بين حدود العراق وإيران. إلا أن الجزء الأكبر منها داخل العراق، وتشكل حواجز جغرافية على تخوم مدن جنوبية كالناصرية والعمارة والبصرة. ووفقاً لبعض التقديرات فإن مساحة المناطق، التي ما زالت مغمورة بالماء، تقلّ عن 30 في المائة من مساحة المنطقة على أحسن تقدير.