الزوّار الذين ننعتهم بأسوأ الصفات
الزوّار الذين يضحكون طوال الوقت على أشياء غريبة
ويأكلون مرّتَين في الليل
وينامون على المصاطب، وبجانبهم صحون البطّيخ.
الزوّار الذين يطلبون أكثر من المعتاد ماءً بارداً
ويقبلونَ بلا تردُّد
دعوات "المناسف" التي أنهكت أهل الحارة.
الزوّار الذين يغادرون في أواسط آب
كي يضمنوا تسجيل أبنائهم في المدارس، كما يقولون.
الزوّار الذين يبصقون في محارم من قماش
ثم يحمدون الله
لأسباب أقل ما يقال، أنها مريبة
الزوّار الذين ما أن وصلوا حتى بدأوا بسرد الحكايات
حكايات سمجة
تنتهي بمواعظ وحكم، يتبادلها الناس في "الزرقاء"
وفي "الرصيفة" تحديداً
حكايات تنتهي غالباً بتأوّهات عن "غدر الزمن"
الزوّار الذين يطلقون حمحمات مخزية
كلما تقلّبوا في جلساتهم المملّة
كي يُريحوا أكواعهم من اليمين الى اليسار
ثم يطلبون إخراج التلفزيون من الغرفة إلى المصطبة
الزوّار الذين يرتدون قمصان "كاروهات" واسعة
تلمع في العتمة مثل أعين القطط
الزوّار أنفسهم
الذين خطبوا البنت التي أحببتها
وذهبتْ معهم في أواسط آب
ولم تعد.
* شاعر من فلسطين