رفعت الصين، اليوم الجمعة، رسوم مكافحة الإغراق المفروضة على أنواع معينة من الواردات الآتية من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، من المواسير والأنابيب غير الملحومة المصنوعة من الصلب السبائكي، فيما أدت الحرب التجارية مع واشنطن في الأشهر الـ12 الأخيرة إلى تراجع حركة النقل الصينية في قناة بنما.
وقالت وزارة التجارة الصينية في بيان، اليوم، إن رسوم مكافحة الإغراق الضريبية التي فُرضت على المواسير والأنابيب المصنوعة من الصلب تحددت بين 57.9% و147.8% على شركات في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وبدأ العمل بدءا بها اعتباراً من اليوم.
وتصل الرسوم الجديدة إلى 10 أمثال الرسوم السابقة التي كانت تراوح نسبتها بين 13% و14.1%، وقد بدأ العمل بها في 2014 وانقضت مدتها في 10 مايو/أيار الماضي.
وتأتي الزيادة في الرسوم المفروضة على الصلب في ظل نزاع تجاري متصاعد بين الصين والولايات المتحدة أثر على سلع بقيمة مئات المليارات في التبادل التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.
انحسار حركة النقل الصينية عبر قناة بنما
يأتي القرار الصيني الجديد بعدما أدت الحرب التجارية بين واشنطن وبكين في الأشهر الـ12 الأخيرة إلى تراجع حركة النقل الصينية في قناة بنما، حيث تقدمت عليها اليابان، حسبما أعلن، الخميس، مدير قناة بنما خورخي كويخانو لوكالة فرانس برس.
وقال كويخانو إن الولايات المتحدة ما زالت الزبون الأول للقناة بـ174.9 مليون طن مرت عبر القناة خلال السنة المالية التي امتدت من الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2017 إلى 30 سبتمبر/أيلول 2018، فيما يمثل ذلك 63% من حجم الملاحة عبر القناة.
لكن اليابان لم تتقدم على الصين كثاني مستخدم للقناة، سوى "بمئتي ألف طن بالكاد" من البضائع التي عبرت القناة التي تربط بين المحيطين الأطلسي والهادئ.
كويخانو قال إن هذا التغيير نجم عن أمرين، هما "زيادة نقل غاز النفط المسال والغاز الطبيعي الذي تصدره الولايات المتحدة إلى اليابان وتراجع كبير في مبيعات هاتين المادتين من الولايات المتحدة إلى الصين".
وتمر حوالى 5% من حركة الملاحة البحرية عبر قناة بنما، بما فيها الزبائن الخمسة الكبار في السنة المالية 2017-2018، وهم الولايات المتحدة والصين (41.5 مليون طن)، وتشيلي المكسيك (30.4 مليون طن كل منها)، واليابان (30 مليون طن).
وتم توسيع القناة التي يبلغ طولها 80 كيلومترا عام 2016 ليتاح مرور سفن يمكن أن تنقل 15 ألف حاوية، أي 3 أضعاف قدرته السابقة.
وأصبح مرور ناقلات النفط والغاز التي تقوم برحلات بين آسيا والولايات المتحدة، من النشاطات الرئيسية للقناة التي تُعوّل على عائدات قياسية تتجاوز 3.2 مليارات دولار، بينها 1.7 مليار تذهب لموازنة الدولة.
وقد عبرت أكثر من مليون سفينة القناة منذ افتتاحها عام 1914.
أدنى مستوى للإنتاج الصناعي الصيني في 17 عاماً
كما يأتي قرار الصين اليوم الجمعة مع إظهار اقتصادها في مايو/ أيار مزيداً من المؤشرات التي تنذر بالخطر مع تعزيز الولايات المتحدة الضغوط التجارية على بكين، إذ تباطأ نمو الإنتاج الصناعي على نحو غير متوقع إلى أدنى مستوياته فيما يزيد عن 17 عاما كما سجل الاستثمار ضعفا، ما يبرز الحاجة إلى مزيد من التحفيز.
وبعد ساعات من صدور البيانات الضعيفة والتي شكلت مفاجأة، أعلن البنك المركزي الصيني عن دعم جديد للبنوك الصغيرة بقيمة 300 مليار يوان (43 مليار دولار)، وذلك على الرغم من توقع المحللين بأن تطبق بكين إجراءات أكثر شمولا في الشهور المقبلة إذا تصاعد النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين.
وأظهرت بيانات المكتب الوطني للإحصاءات اليوم الجمعة أن الإنتاج الصناعي ارتفع 5% في مايو/ أيار مقارنة مع نفس الفترة من العام السابق، مخالفا توقعات المحللين بأن يرتفع بنسبة 5.5%، وبما يقل عن النسبة البالغة 5.4% التي سجلها في إبريل/ نيسان.
وهذه القراءة هي الأضعف منذ أوائل عام 2002. وكانت الصادرات من بين عوائق الأداء الرئيسية التي تسببت في ذلك، حيث لم تسجل سوى نسبة نمو هامشية. كما نمت استثمارات الأصول الثابتة بشكل أقل من المتوقع، ما عزز التوقعات بأن بكين بحاجة إلى تنفيذ المزيد من التدابير الداعمة للنمو قريبا.
(رويترز، فرانس برس)