واصلت الصين خطواتها لمحاصرة القرارات الأميركية الأخيرة بفرض رسوم جمركية على الواردات الصينية، بينما أدلى الرئيس الصيني شي جين بينغ، اليوم الثلاثاء، بتصريحات يراها محللون بمثابة محاولة لنزع فتيل الخلاف التجاري المتصاعد مع الولايات المتحدة.
وقدمت الصين شكوى ضد الولايات المتحدة إلى منظمة التجارة العالمية، احتجاجاً على قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم على واردات الصلب بنسبة 25% والألمنيوم بـ 10% في الثامن من مارس/آذار الماضي.
ووفق وثيقة نشرتها المنظمة، الثلاثاء، تم تقديم الشكوى في الخامس من إبريل/نيسان الجاري، وطلبت بكين 60 يوما من المشاورات مع الولايات المتحدة لحل النزاع.
وفي حال عدم توصل الطرفين إلى حل، ستكون الخطوة التالية هي تقدم الصين بطلب حكم لجنة تضم خبراء تجاريين، حيث تصف القرارات الأميركية "بالمخالفة لقواعد التجارة الدولية".
وفي سياق متصل، ذكر تقرير لمجموعة روديوم ولجنة العلاقات الأميركية الصينية، أن استثمارات الصين في الولايات المتحدة تراجعت بأكثر من الثلث خلال العام الماضي 2017 إلى 29 مليار دولار من مستوى قياسي بلغ 46 مليار دولار في 2016، وهو أول تراجع كبير في عشر سنوات.
وذكر التقرير، الذي أوردته رويترز، أن السبب الرئيسي لذلك هو سياسات الحكومتين على جانبي المحيط الهادئ، وتحديدا مساعي بكين لكبح نزوح رأس المال للخارج والتدقيق المكثف من جانب واشنطن في صفقات الاستحواذ الصينية بالولايات المتحدة.
وحذر التقرير من أن "السياسة العدوانية لا سيما من جانب واشنطن" تلقي بظلال قاتمة على العلاقات الاقتصادية.
وفي عام 2017 انخفضت قيمة صفقات الاستثمار المباشرة المعلنة من الصين في الولايات المتحدة بأكثر من 90%، مقارنة معها قبل عام بينما جزء كبيرة من الأموال التي استمرت في التدفق على الولايات المتحدة كانت مرحلة من صفقات 2016.
وذكر التقرير أن متوسط قيمة الصفقة انخفض إلى 215 مليون دولار من 356 مليون دولار. وتابع أن الاستثمارات الأميركية في الصين استقرت عند 14 مليارا العام الماضي من 13.8 مليارا قبل عام.
وفيما يبدو أنه محاولة لتهدئة حدة الخلافات، تعهد الرئيس الصيني بفتح اقتصاد البلاد أكثر وخفض الرسوم الجمركية على واردات منتجات من بينها السيارات.
وعلى الرغم من أن معظم التعهدات تأكيد لإجراءات أعلنت من قبل وتقول مجموعات أعمال إن تنفيذها تأخر كثيراً، إلا أن هذه التصريحات دفعت التعاملات الآجلة على الأسهم الأميركية والدولار والأسهم الآسيوية للصعود.
وصرح شي بأن الصين ستفتح السوق أمام المستثمرين الأجانب بشكل أكبر، وهي شكوى رئيسية للشركاء التجاريين ونقطة خلاف مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي هدد بفرض رسوم بعشرات مليارات الدولارات على سلع صينية.
وكان ثمة ترقب لكلمة شي في منتدى بوابو من أجل آسيا في إقليم هاينان الجنوبي بوصفها من أول الخطابات المهمة التي يلقيها في العام الذي يحتفل فيه الحزب الشيوعي الصيني بمرور 40 عاما على بدء إصلاحات اقتصادية.
(العربي الجديد، رويترز)