وتأسس "الاتحاد المغاربي" مكوّناً من الدول الخمس بمدينة مراكش، من خلال التوقيع حينها على معاهدة إنشاء اتحاد المغرب العربي، وبحضور العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني، والعقيد الليبي الراحل معمر القذافي، والرئيس الجزائري الراحل الشاذلي بنجديد، والرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، والرئيس الموريتاني الأسبق معاوية ولد الطايع.
وكشف الأمين العام لاتحاد المغربي العربي الطيب البكوش، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن الخطوات الممهدة لعقد القمة السابعة لزعماء بلدان الاتحاد المغاربي "قائمة ومستمرة"، من خلال الترتيب لاجتماع تمهيدي ينظم في تونس، ويحضره وزراء خارجية الدول المعنية.
وأفاد البكوش بأن "فكّ الجمود عن هياكل ومسار الاتحاد المغاربي رهين بشرط رئيسي، هو انعقاد قمة مغاربية، ليس بالضرورة أن يحضرها رؤساء الدول بعينهم، بل قد يفوضون من يمثلهم، مثل رئيس الحكومة أو وزير الخارجية"، مردفاً أن "الأهم هو الالتئام والاجتماع، لتجاوز حالة الجمود الراهن".
وفي الوقت الذي لم يصدر فيه عن المغرب موقف رسمي بشأن عقد القمة المغاربية، سواء في تونس أو حتى في الرباط، أكّد البكوش، في تصريحات صحافية سابقة، أن "المغرب أبدى استعداده من أجل استضافة فعاليات القمة السابعة لاتحاد بلدان المغرب العربي".
ويرى رئيس منظمة العمل المغاربي ومدير مختبر الدراسات الدولية حول تدبير الأزمات، إدريس لكريني، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "المنطقة المغاربية تمرّ في المرحلة الراهنة بمجموعة من المخاطر والتحديات المعقدة"، مبرزاً أن "الأوضاع الليبية المرتبكة تفرض بلورة رؤية مغاربية موحدة، لقطع الطريق على كل الأجندات الأجنبية التي من شأنها تعميق الجرح الليبي".
وسجل لكريني أن "هناك مخاطر عابرة للحدود أصبحت تسائل المنطقة المغاربية برمّتها، سواء تعلق الأمر بمشكل الجماعات الإرهابية التي طالما استغلت تدهور الأوضاع في ليبيا، إضافة إلى التمركز في محيط المنطقة، أو تعلق الأمر بظاهرة الهجرة غير الشرعية التي باتت تُلقي بظلالها على الدول المغاربية التي تريد منها أوروبا أن تلعب دور شرطي المرور لضبط الظاهرة".
كل هذه العوامل، يكمل المحلّل ذاته، إضافة إلى الكلفة الاستراتيجية والاقتصادية الباهظة نتيجة عدم استثمار الإمكانات المتاحة في أبعادها البشرية والثقافية والطبيعية، تجعل من أي تنسيق أو تعاون "أمراً ملحّاً في عالم سمته التكتل الاقتصادي".
وأضاف الخبير ذاته أن "دعوة البكوش لعقد هذه القمة تأتي في أعقاب دعوة الملك محمد السادس إلى إحداث آلية للتشاور مع الجزائر بصدد مختلف المشاكل العالقة بين البلدين، كما أنها تأتي بعد الدعوة الجزائرية إلى عقد قمة مغاربية".
وتابع أن "عقد قمة مغاربية في هذه المرحلة هو أمر إيجابي بشكل عام، غير أن تجاوز حالة الانتظار السائدة في المنطقة، وإعطاء القمم المغاربية بعداً عملياً، يتجاوز المجاملات الرسمية إلى مناسبة للدفع بالاتحاد المغاربي إلى الأمام، يبدأ من تعزيز العلاقات المغربية الجزائرية وفتح الحدود بينهما".
وشدّد لكريني على "ضرورة الانكباب على تدارس قضايا مهمة، من قبيل تعزيز العلاقات الاقتصادية المغاربية، وتفعيل آليات الاتحاد، والسعي لدمقرطة أجهزته على طريق تجاوز منطق الإجماع في اتخاذ القرارات، وإرساء تشاركية منفتحة على هذا المستوى".