شن الطيران الحربي الروسي، ظهر اليوم الأربعاء، غارات على مناطق في جبل الزاوية، جنوب إدلب، وذلك تزامنا مع تفريق الجيش التركي أشخاصا جمعهم النظام السوري للتظاهر بالقرب من إحدى النقاط التركية، وذلك بعد محاولتهم الدخول إليها.
وقالت مصادر محلية اشترطت عدم كشف هويتها، لـ"العربي الجديد"، إن الطيران الحربي الروسي قصف عدة مناطق في قرية سرجة وبلدة بينين بجبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، موقعا أضرارا مادية في ممتلكات المدنيين.
وجاء القصف الروسي بعد تصعيد النظام السوري للقصف على محاور جبل الزاوية بالتزامن مع محادثات روسية تركية في أنقرة حول الملف السوري.
إلى ذلك، قالت مصادر "العربي الجديد" إن الجيش التركي أطلق الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية على مجموعات حشدها النظام السوري في محيط النقطة التركية بمنطقة الصرمان من أجل التظاهر ومطالبة تركيا بسحب جيشها من المنطقة.
وأكدت المصادر أن الجيش التركي واجه المجموعات بالغاز والقنابل الصوتية بعدما وجه تحذيرات عبر المكبرات، إلا أن جزءا من المجموعات حاول دخول النقطة التركية.
بدورها، قالت وزارة الدفاع التركية في بيان على "تويتر"، إن "بعض المجموعات ذات المظهر المدني، بتوجيه من نظام الأسد، اقتربت من نقاط المراقبة 3 و 4 و 5 و 6 و7 و 8 و 9 في منطقة خفض التصعيد بإدلب، وهاجمت نقطة المراقبة رقم 7 وتفرقت بعد الإجراءات المتخذة".
İdlib gerginliği azaltma bölgesindeki 3,4,5,6,7,8 ve 9 numaralı gözlem noktalarımıza Esed rejimi tarafından yönlendirilen sivil görünümlü bazı gruplar yaklaşmış, 7 numaralı gözlem noktamıza saldırıda bulunmuş, alınan tedbirler sonrasında dağılmışlardır.
— T.C. Millî Savunma Bakanlığı (@tcsavunma) September 16, 2020
وفي وقت سابق من اليوم، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن النظام قام، أمس، بإبلاغ رؤساء البلديات والمخاتير ومدراء المدارس بضرورة التواجد، صباح اليوم، قرب النقطة التركية في ناحية الصرمان، شرقي إدلب، وذلك تحت طائلة المسؤولية.
وقام النظام أيضا بحشد المئات من عناصر المليشيات و"الشبيحة" باللباس المدني منذ صباح اليوم، من أجل المشاركة في "المظاهرة" التي طالبت بخروج القوات التركية من سورية.
يذكر أن المئات من الأهالي والناشطين في إدلب وريفها احتشدوا، يوم الجمعة الماضي، تحت شعار "الثورة ما ماتت"، أمام معسكر القوات التركية في بلدة المسطومة، جنوب إدلب. وطالب المتظاهرون بإسقاط النظام السوري، كما طالبوا فصائل المعارضة والجيش التركي بطرد قوات النظام من القرى والبلدات التي سيطرت عليها وتمنع أهاليها من العودة إليها.
وتنتشر في شمال غربي سورية أكثر من ستين نقطة للجيش التركي، من بينها نقاط مراقبة نشرت بناء على اتفاق أستانة بين الدول الضامنة (تركيا وروسيا وإيران)، وأخرى نشرت لاحقا بالتزامن مع تقدم النظام بدعم روسي على حساب المعارضة.
وحاصرت قوات النظام خلال تقدمها عدة نقاط تركية في كل من أرياف حماة وإدلب وحلب، في حين يستمر الجيش التركي بإيصال الإمدادات لتلك النقاط بالتعاون مع القوات الروسية حليفة النظام.