وفي جديد المشهد الأمني بالعاصمة طرابلس، تداولت وسائل التواصل الاجتماعي فيديو لآمر "لواء الصمود"، صلاح بادي، وهو يتوعد من وصفهم بــ"الفاسدين" في العاصمة طرابلس.
وأكد بادي، بحسب الفيديو المتداول منذ منتصف ليل أمس الثلاثاء، أنه متواجد في طرابلس، وأنه جاء لـ"رفع الذل والمهانة وإحقاق الحق"، مشيرا إلى أنه "سيقف ضد من يتسبب بالذل لأهالي العاصمة وسيكون خصما له".
وتوجه بادي بالحديث لأهالي طرابلس قائلا: "كنا معكم وخرجنا من العاصمة وليس لنا فيها درهم ولا دينار، والآن رجعنا لنثأر لأناسنا الشرفاء (..) ويجب علينا أن نطهر بلادنا من الفاسدين الذين يتاجرون بمقدراتها".
وبحسب مواقع التواصل الاجتماعي، فإن بادي ظهر بمنطقة تاجوراء في ضيافة كتيبة الرحبة، الموالية لحكومة الإنقاذ بالمؤتمر الوطني السابق، وظهر في الفيديو المنتشر من يؤكد على أن تصويره تم يوم 28 أغسطس/ آب، مما يعني أنه نشر فور تصويره ليلة أمس.
ويثير ظهور بادي المزيد من الشكوك حول خارطة الصراع الحالية بطرابلس، فهو من أبرز قادة عملية "فجر ليبيا" التي سيطرت على طرابلس نهاية عام 2014، وبقيت فيها إلى أن تمكنت حكومة الوفاق من تفكيك كتائب "فجر ليبيا"، وإقناع المتواجدة في طرابلس منها بمواجهة الكتائب الأخرى القادمة من مصراته ومدن أخرى، وتولي حكومة الإنقاذ وقتها إخراجها من العاصمة، وهو ما تم بعد قتال عنيف في شهر مارس/ آذار من عام 2017، إذ اضطرت الكتائب الموالية لحكومة الإنقاذ لمغادرة طرابلس، بما فيها "لواء الصمود" الذي يقوده بادي.
وكان الحرس الرئاسي التابع لحكومة الوفاق قد أعلن، ليلة أمس في بيان رسمي له، عن قرار سابق له بحل اللواء السابع بمدينة ترهونة ردا على بيانات اللواء التي نشرها على صفحته الرسمية، والتي أشار فيها إلى تبعيته لحكومة الوفاق، لتتزايد الأسئلة حول غموض تبعية اللواء السابع الذي تمكن خلال ساعات من اقتحام جنوب شرق العاصمة وسيطر على أهم معسكراتها هناك.
وحتى بيان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، أول أمس الاثنين، أكد أن التهدئة التي توصلت إليها وزارة الداخلية تقضي باستلام مديرية الأمن ومنطقة طرابلس العسكرية المواقع العسكرية بمنطقة قصر بن غشير، جنوب شرق العاصمة، وانسحاب الأطراف المتقاتلة إلى مواقعها، دون أن يشير إلى أن "كتائب ثوار طرابلس" و"الكتيبة 301" التي تواجه اللواء السابع هي من ضمن قوات حكومة الوفاق، كما أن بيان الرئاسي لم يجرم أيا من الكتائب المتقاتلة باسمها، وفضل الحديث بعبارات فيها تعميم وغموض حول شرعية تلك الكتائب.
إلى ذلك، تشهد مناطق قصر بن غشير وصلاح الدين وعين زارة وتاجوراء وصول المزيد من التعزيزات العسكرية لمختلف الأطراف التي من المرجح أنها تعد لجولة جديدة من الاشتباكات، لا يعرف فيها حتى الآن موقع الحكومة بالتحديد.