كشف مصدر مسؤول عن رغبة رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، في حل الأزمة مع حكومة إقليم كردستان، وفتح باب الحوار معها، وذلك بالتزامن مع تشكيل التحالفات الانتخابية، وخشية العبادي من استغلال بعض الجهات للأزمة لتحقيق مكاسب سياسية.
وقال مسؤول قريب من مكتب رئيس الحكومة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "العبادي اطلع على نتيجة وتفاصيل المفاوضات الأخيرة مع الجانب الكردي، والتي قام بها وفد من بغداد أمس"، مبينا أنّه "يدرس حاليا إمكانية فتح باب الحوار لحل الأزمة مع الإقليم"، والتي تفجّرت عقب استفتاء الانفصال عن العراق، الذي أجري في إقليم كردستان في 25 سبتمبر/ أيلول 2017.
وأشار المصدر إلى أنّ "العبادي يحاول لملمة القضية بالتزامن مع الانتخابات، وخصوصا أنّ أي حل للأزمة يصبّ بصالحه، ويقطع الطريق على خصومه الذين يحاولون استغلالها لتحقيق مكاسب شخصية"، لافتاً إلى أنّ "وفدا من كردستان سيزور بغداد قريباً، لبحث عدد من الملفات، وسيفتح أمام هذا الوفد الطريق لحل عدد من الملفات، ومن ثم يتم فتح الحوار".
وبحسب المصدر أيضاً، فإنّ "وفد العبادي أبلغ حكومة الإقليم برغبة رئيس الحكومة بالحل، وأنّ عليهم التقدم خطوات إلى الأمام لتحقيق ذلك".
وكان وفد من قبل حكومة بغداد قد أجرى، أمس الاثنين، حوارات مع مسؤولي الإقليم، وتم التوصل لخطوات مشتركة لتفكيك بعض الملفات، منها ملف الحدود والمطارات.
وقال القيادي الكردي محمود عثمان، لـ"العربي الجديد"، إنّ "زيارة وفد بغداد كانت موفقة، ودفعت باتجاه حلحلة بعض الملفات العالقة، منها موضوع رواتب الإقليم والمنافذ الحدودية وإدارتها"، مبينا أنّ "كردستان تسعى لحل الأزمة، وهي تمدّ يدها للحوار برغبة كاملة".
كما أعرب عن أمله بأن "تكون هذه الخطوة بداية لفتح الطريق لحل الأزمة بشكل كامل"، مشددًا على أهمية "تعاون الطرفين في هذا الإطار الذي يصب بصالح البلاد بشكل عام".
وفي سياق متصل، قال النائب عن التحالف جاسم محمد جعفر، في تصريح صحافي، إنّ "حكومة أربيل طالبت بغداد بإعادة نشر القوات الكردية في المناطق المتنازع عليها وفي كركوك، وسحب القوات الاتحادية، فضلا عن عدم تسليم المطارات وتشغيلها والمنافذ الحدودية".
وأوضح جعفر أنّ "إصرار الحزب الديمقراطي الكردستاني (حزب البارزاني) على عدم إلغاء الاستفتاء والتصعيد في موقفه، قد يجر الحكومة في بغداد إلى تعليق المفاوضات بين الطرفين، والتفكير بخيارات أخرى".
ويخشى العبادي من مغبة تأثير الأزمة مع كردستان على التحالفات والتوافقات الانتخابية، ما قد يفتح الباب لخصومه لاستغلال الأزمة، والتقرب للإقليم على حساب الحكومة.