حسم رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، اليوم الثلاثاء، الجدل الذي يدور منذ 24 ساعة بشأن قصف مفترض لطائرات أميركية تابعة للتحالف الدولي لتجمعات مليشيا "الحشد الشعبي" قرب الحدود العراقية مع سورية، ما تسبب بسقوط عشرات القتلى والجرحى.
ونفى العبادي مسؤولية التحالف الدولي عن القصف، مؤكداً أنه لا يملك صلاحيات تنفيذ ضربات جوية في أي مكان داخل البلاد من دون الحصول على موافقة الحكومة العراقية، لافتاً خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي إلى أنه "لا خطوط حمراء أمام القوات العراقية في أي مكان بالبلاد".
وأضاف: "لا وجود للحشد خارج العراق، وليس لدينا وحدات قتالية خارج العراق"، مؤكدا أن المليشيا مقسمة إلى ألوية وليس إلى فصائل مسلحة.
وأوضح رئيس الوزراء العراقي أن موافقته على بعض توقيتات الخطط العسكرية الموضوعة "لتحرير الأراضي التي ما تزال تحت سيطرة تنظيم (داعش) الإرهابي".
وجاءت تصريحات رئيس الوزراء العراقي بشأن القصف الأميركي لمليشيا "الحشد الشعبي" قرب الحدود العراقية السورية، متناغمة مع نفي العميد في التحالف الدولي ريان ديلون الذي فند اليوم الثلاثاء أنباء قيام طيران التحالف بقصف المليشيا، مؤكدا في تصريحات نقلتها وسائل إعلام عراقية أن المزاعم بهذا الشأن غير دقيقة، ولم تنفذ أية ضربات هناك خلال الساعات الماضية.
مقابل ذلك، قال الأمين العام لمليشيا "كتائب سيد الشهداء"، أبو آلاء الولائي، "بالأمس تعرضنا إلى قصف أميركي، والأميركان قالوا في بيان إنهم قصفوا مقارّ لـ"داعش"، ولكن في الحقيقة هذه المقار تم تحريرها من قبل كتائب سيد الشهداء قبل أربعة أيام، ونحن كنا على الشريط العراقي السوري مقابل منطقة اسمها عكاشات"، مؤكدا في تصريح صحافي أن هذه ليست "المرة الأولى التي نقصف بالطائرات والمدافع الذكية"، وأشار إلى سقوط 40 قتيلا من مليشيا "سيد الشهداء" خلال القصف.
وقال مسؤولون عسكريون عراقيون أمس الإثنين، إن ما لا يقل عن 60 قتيلا سقطوا بقصف جوي أميركي وهجوم منفصل لتنظيم "داعش"، استهدف مواقع وثكنات عسكرية في منطقة التنف العراقية الحدودية مع سورية، وكشف مسؤول حكومي عراقي في بغداد أن العشرات من عناصر مليشيا "كتائب سيد الشهداء" التي تقاتل في العراق وسورية وتنضوي ضمن مليشيات "الحشد"، قتلوا جراء غارة أميركية استهدفتهم في منطقة التنف، وهي الثالثة من نوعها في غضون شهرين.