وشارك في المظاهرات المئات من العراقيين من مختلف المذاهب، وناشطون مدنيون، رافعين شعارات مختلفة تندد بما يعتزم الرئيس الأميركي الإقدام عليه، في واحدة من صور التوافق العراقي على القضايا المصيرية، وأبرزها مناهضة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.
وشهدت التظاهرة حرق العلم الأميركي وعلم الاحتلال الإسرائيلي، وكتابة شعارات على الجدران وأسفلت الشوارع، التي غصت بالمواطنين.
ورصد "العربي الجديد" احتشاد المئات من المواطنين في ساحة التحرير، عقب دعوات أطلقت على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أمس، وبيان أصدره زعيم "التيار الصدري"، مقتدى الصدر، دعا فيه إلى "التنديد بالقرار شعبيا".
وأغلق العشرات من أصحاب المحال التجارية القريبة أبوابهم للمشاركة في المظاهرات، التي ردد فيها المتظاهرون شعارات مثل "القدس لنا إلى يوم الدين"، و"احتلال العراق لا يعني أن فلسطين باتت يتيمة"، و"القدس عربية لتسقط الصهيونية"، وشعارات أخرى شخصية تهاجم الرئيس الأميركي، مثل "ترامب عدو الشعوب" و"ترامب المجنون".
وقال الشيخ عبد الله عمر السامرائي، أحد المشاركين في التظاهرة، لـ"العربي الجديد"، إن "التظاهرة يمكن أن تعتبر رسالة للجميع بأن الشعوب العربية ما زالت حية"، مضيفا "الشعوب العربية وقعت في فخ "تويتر" و"فايسبوك" وهاشتاغات ووسوم يفرغون بها سخطهم، واليوم يجب العودة إلى الشارع لممارسة حقنا حتى نري العدو غضبنا".
من جهته، ذكر عضو التيار الصدري، وائل حسين العبادي، لـ"العربي الجديد"، أن "التظاهرات التي تجري في بغداد رسالة للجميع بأن العراق لم يمت، وأننا رغم مصيبتنا ووجعنا ما زالت فلسطين حاضرة"، مبرزا أن "مظاهرة وتجمعا كبيرا كهذا، بمشاركة جميع المذاهب، يمثل رسالة كبيرة وذات معان مهمة بأن هناك مشتركات ثابتة وقضايا مصيرية للأمة العربية والإسلامية"، وفقا لقوله.
واكتفت قوات الأمن بتأمين محيط المنطقة الخضراء القريبة من مكان التظاهرة، وتحسبا لأي طارئ قطعت جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء بعد انطلاق التظاهرة، كما تم تطويق المنطقة بالكامل خوفا من حدوث عمليات إرهابية تطاول المتظاهرين.
ووفقا لمصادر أمن عراقية، فإن "الإجراء يأتي كاحتراز من أي تطور يجري في التظاهرة".