ويقول مسؤول محلي في محافظة ديالى، لـ"العربي الجديد"، إنّ "ميليشيا الحشد الشعبي أحاطت قبل أيام بقطعة أرض في ناحية السعدية، تزيد مساحتها على أربع دونمات بسياج سلكي محكم، وبدأت بنقل الأثاث والسيارات التي نهبتها من منازل العائلات التي هجّرتها". وكشف أنّهم "أحرقوا منازل المهجّرين بعد سرقة أثاثها". وأضاف أنّ "السرقة شملت كل شيء وجدوه في المنازل، من ثلاجات وأثاث غرف نوم وأجهزة كهربائية وأجهزة تبريد وتدفئة، وحتى الأغطية والشراشف وأدوات الطبخ".
وتابع: "كما عرضوا في سوق آخر الأبقار والأغنام وحتى الدجاج، التي اعتمدت عليها العائلات في غذائها اليومي". وكشف المسؤول أن "أفراد الميليشيات رفعوا لافتات في السوق مكتوب عليها: هذه غنائم تركها الدواعش، وسيتم بيعها بأسعار زهيدة كمساعدة للمواطنين"، لكنه أكّد أنّ "الجميع يعرف أنّها بضاعة مسروقة من منازل العائلات المهجّرة".
ودعا المسؤول، الحكومة المركزية والجهات المسؤولة والمنظمات الدولية والإنسانية الى "متابعة الموضوع وإيجاد حل له، فانتهاكات الميليشيات لا تخفى على أحد، وهي على مرأى ومسمع الجهات المسؤولة". من جهته، انتقد عضو مجلس محافظة ديالى، عمر السامرائي، في حديث لـ"العربي الجديد"، "استمرار الصمت الحكومي إزاء انتهاكات الميليشيات في المحافظة، وصمت المجتمع الدولي أيضاً".
وأوضح أنّ "العائلات في ديالى تتعرّض لحملة منظمة من أجل إخراجها من المحافظة"، مبيّناً أنّ "الميليشيات أصبحت قوة خطيرة في المحافظة ولا يستطيع أحد ردّها، وخصوصاً أنّ حدود المحافظة مفتوحة مع إيران، التي تقدم الدعم الكامل لهم بالمال والسلاح والأشخاص أيضاً".
وأشار الى أنّ "ميليشيا الحشد الشعبي لم تكتفِ بالتهجير والقتل والخطف والابتزاز، بل إنّها تبيع حاجيات المهجّرين علناً، بعلم ومساعدة الأجهزة الأمنية في المحافظة". وأكّد أنّ "أهالي ديالى باتوا يعانون الأمرّين، لوقوعهم بين داعش والميليشيات المدعومة من الحكومة".
وكانت ميليشيا "الحشد الشعبي" قد أقدمت على تهجير عشرات العائلات وإحراق منازلها في ناحيتي السعدية وجلولاء، شمال شرق محافظة ديالى، بعد تحريرهما من "داعش" في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.