وقال النائب عن الكتلة، حيدر الفوادي، في بيان صحافي، إنّه "يتحتّم على العبادي إيضاح أسباب التغيير الذي يسعى إلى إجرائه، وعدم المساواة بين الوزير الفاشل والوزير الناجح، لأنّ ذلك سيكون بمثابة إعطاء رسالة خاطئة عن الوزراء الذين يعملون بجدٍّ وتفانٍ"، مضيفا أنّ "التغيير الشامل، دون مراعاة عمل الوزراء الناجحين، سيسحب على رئيس الوزراء، لذا فإنّ التغيير الجوهري أهم من التغيير الشامل".
ودعا الفوادي البرلمان إلى "عدم التصويت على التشكيل الوزاري الجديد إلّا بعد الاستماع لبرنامج العبادي العملي والواقعي في الإصلاح الاقتصادي والأمني، وماذا سيفعل في تنشيط القطّاعات الاقتصاديّة والزراعيّة والقطّاعات الأخرى، بالإضافة إلى الاستماع إلى رؤيته (العبادي) بشكل علميٍّ لمكافحة الفساد".
اقرأ أيضا: الغموض يكتنف حكومة العبادي المرتقبة.. ولا مجال للتراجع
من جهته، دعا النائب عن "ائتلاف دولة القانون"، عبد السلام المالكي، رئيس الحكومة إلى أن "يضع النقاط على الحروف، ويترك المحاباة والمجاملات لطرف على حساب آخر، وأن يتحلى بالجرأة والقوة، من خلال عرض التقييم الكامل لكل وزير، وتقديم جميع ملفّات الفساد أو الإخفاق في العمل لأيّ مسمى وزاري في جلسة علنيّة في البرلمان".
وأوضح المالكي، في بيان صحافي، أنّ "الحديث أصبح أشبه بالسباق بين هذا الطرف وذاك، والجميع يدعي حرصه على ثروات البلد ويتكلم عن الفساد، وجميعهم لديهم وزراء ومدراء ومحافظون وأعضاء مجالس محافظات من كتلهم، ولم تكن لهم أيّ نتائج على الأرض، حتى وصلنا إلى وضع من التقشف والانهيار الاقتصادي".
وأشار المتحدث ذاته إلى أنّ "سياسة الكلام المبهم، دون تسمية الأشياء بمسمياتها، واستغلال العاطفة والغضب الجماهيري لتمرير أجندات خاصة، هو أمر مرفوض، ولن نسمح به بعد الآن"، مطالبا من لديه ملفات فساد، أو تهم إهمال، أو استغلال وظيفي، بـ"تقديمها بشكل مباشر وواضح، بدل تركها في رفوف المفاوضات والمساومات الحزبية".
اقرأ أيضا: الصدر يضغط على العبادي: الشارع خطوة أولى والتصعيد وارد
بدوره، رأى الخبير السياسي، سالم مشعل، أنّ "كتل التحالف الوطني اختلفت فيما بينها بوسائل الضغط على العبادي للتراجع عن التغيير الوزاري"، موضحا، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ "كتلة الصدر لجأت لتهديد العبادي صراحة، فيما تستخدم الكتل الأخرى المساومات السياسيّة، وخشيت كتلة الجعفري على منصب وزير الخارجيّة لتطالب العبادي صراحة بالتراجع عن التغيير"، مبينا أنّ "كل ذلك يؤشّر مدى خشية كتل التحالف على مكاسبها ودورها في الحكومة".
وأشار الخبير السياسي إلى أنّ "الضغوط التي يواجهها العبادي اليوم من التحالف بالتأكيد ستجعل من التغيير تغييرا شكليّا فقط، بإملاءات وشروط من كتل التحالف التي تسعى لتحقيق مصالحها".
وأثارت دعوة العبادي لإجراء تغيير وزاري جوهري انتقادات كبيرة داخل كتل تحالفه الوطني، إذ كشف رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، عمّار الحكيم، وهو من أكبر حلفاء العبادي داخل التحالف، عن رغبته بأن يطاول التغيير رئيس الوزراء، فيما قدّم زعيم "التيار الصدري" ورقة إصلاحات جديدة تتعارض مع إصلاحات العبادي، ليحتدم الصراع داخل كتل التحالف مع رئيس الوزراء.