مع دخول فصل الشتاء وشح وقود التدفئة، يلجأ أغلب العراقيين للحصول على بدائل لتدفئة منازلهم عبر شراء الحطب من تجار مختصين بالتحطيب من الغابات والبساتين، فيما يلجأ آخرون إلى التحطيب بأنفسهم، ما يهدد مساحات واسعة من الأراضي الخضراء والبساتين والأشجار في عموم البلاد بحسب المراقبين.
يقول عبد الله حمد (39 عاماً) من محافظة الأنبار غرب العراق: "كل عام ومع دخول فصل الشتاء تبدأ معاناتنا المتجددة مع البرد بحثاً عن وسائل بديلة للتدفئة، بسبب قلة الوقود في البلاد، ولكن تزايدت معاناتنا في العامين الأخيرين مع بدء العمليات العسكرية في عدد من المحافظات".
يقول عبد الله حمد (39 عاماً) من محافظة الأنبار غرب العراق: "كل عام ومع دخول فصل الشتاء تبدأ معاناتنا المتجددة مع البرد بحثاً عن وسائل بديلة للتدفئة، بسبب قلة الوقود في البلاد، ولكن تزايدت معاناتنا في العامين الأخيرين مع بدء العمليات العسكرية في عدد من المحافظات".
ويضيف حمد لـ"العربي الجديد": "البديل لدينا هو الحطب الذي نشتريه من تجار مختصين بالتحطيب من الغابات والبساتين في عموم البلاد ويرتفع سعر الحطب كلما اشتد البرد".
ويباع الحطب على شكل حزم كبيرة سعر الواحدة منها يتراوح بين 15 و25 ألف دينار (12.5 و16.6 دولاراً) وفق حمد، الذي أوضح أن هذه الكمية تكفي لإشعال موقد تدفئة ربما لأربعة أو خمسة أيام فقط كبديل عن النفط الأبيض والغاز الطبيعي، الذي أصبح شحيحاً في بلد يعوم على بحر من النفط".
ووجد تجار الحطب فرصةً ذهبية لهم في فصل الشتاء للعمل ومعهم المئات من الشباب العاطلين، فهم يذهبون للتحطيب منذ ساعات الفجر الأولى وحتى المساء ويبيعون ما جمعوه في اليوم التالي.
يقول تاجر الحطب مزهر الصبيحي: "توقفت أعمالنا بسبب الظروف الأمنية المتردية التي يمر بها العراق وامتلك شاحنة كبيرة ما زالت متوقفة أمام منزلي منذ شهور لعدم توفر عمل، فوجدت من بيع الحطب وسيلة مربحة في ظل شح وقود التدفئة مع دخول الشتاء وبرده القارص".
ويوضح الصبيحي: "أذهب مع عدد من الشباب العاملين معي من أهالي المنطقة إلى القرى والأرياف والغابات والبساتين النائية نقطع الأشجار المتيبسة وحتى الخضراء في المناطق النائية والبعيدة عن المدن ونقوم بتقطيعها ولفها على شكل حزم كبيرة والخضراء نقطعها وننشرها في الشمس لتجف".
ويرى الصبيحي، في مقابلة مع "العربي الجديد"، أن الحكومة غير قادرة على توفير وقود التدفئة بما يكفي للمواطنين، ما دفع الكثيرين إلى الحطب لإشعاله في مواقد التدفئة.
لكن مختصين حذروا من تقلص المساحات الخضراء في البلاد نتيجة التحطيب المستمر فضلاً عن تقلصها بسبب شح المياه والعمليات العسكرية، التي سببت حرق وإتلاف مساحات شاسعة من البساتين والمزارع والغابات.
ويرى المتخصص في الشأن الزراعي مرتضى عبد الواحد أن " عمليات التحطيب التي ترافق دخول فصل الشتاء في العراق تسفر كل عام عن تقليص المساحات الخضراء إلى معدلات كبيرة، ويعتبر التحطيب أحد ثلاثة عوامل سببت تقلص المساحات الخضراء في البلاد بعد شح المياه والعمليات العسكرية".
ويعتقد عبد الواحد أن "شح وقود التدفئة مشكلة أساسية في إقبال المواطنين على التحطيب مع دخول فصل الشتاء بعد خروج ما يقرب من نصف مساحة البلاد عن سيطرة الدولة، بما تضمه من مصافٍ نفطية توقفت ودمرت نتيجة العمليات العسكرية أكبرها مصفى بيجي في محافظة صلاح الدين وسط العراق".
وتزامن لجوء العراقيين إلى الحطب في التدفئة خلال فصل الشتاء مع انتعاش صناعة المواقد المنزلية. وتقسم مواقد التدفئة إلى حجرية ومعدنية، ويقوم على صناعتها حرفيون في ورش صغيرة أصبح انتشارها أكثر من ذي قبل، فيما يُقبل المواطنون على شرائها بكثرة.
أركان عبيد يمتلك ورشة صغيرة لصناعة المواقد المعدنية المعروفة بالـ"منقلة" يقول: " نصنع هذه المواقد من الصفائح المعدنية التي نستخرجها من علب الزيت المعدنية المصنوعة من القصدير وبعض المعادن اللينة فنقطعها بآلات خاصة ونصنعها بشكل جميل فيستخدمها الناس في إشعال الحطب داخل منازلهم"
ويتابع عبيد: "سعر المنقلة يراوح بين 5 آلاف و15 ألف دينار (4.2 و12.5 دولاراً)، وذلك بحسب حجمها وشكلها بخاصةً أنَّ هناك بعض الزخارف التي نضيفها كلمسات جمالية".
ويعيش العراقيون أزمة حادة في الطاقة الكهربائية منذ الغزو الأميركي للبلاد في عام 2003، فيما يقول خبراء إنه تم إنفاق ما يزيد على 40 مليار دولار على هذا القطاع ذهبت دون جدوى بسبب الفساد المالي في البلاد.
ويواجه العراق مصاعب اقتصادية ومالية خانقة بسبب الاضطرابات الأمنية، دفعته إلى إقرار الموازنة العامة بقيمة 119 تريليون دينار عراقي (105 مليارات دولار)، بينما يقدّر العجز بنحو 25 تريليون دينار (21 مليار دولار).
اقرأ أيضا: مواقد التدفئة صناعة مصدر رزق للعراقيين
ويباع الحطب على شكل حزم كبيرة سعر الواحدة منها يتراوح بين 15 و25 ألف دينار (12.5 و16.6 دولاراً) وفق حمد، الذي أوضح أن هذه الكمية تكفي لإشعال موقد تدفئة ربما لأربعة أو خمسة أيام فقط كبديل عن النفط الأبيض والغاز الطبيعي، الذي أصبح شحيحاً في بلد يعوم على بحر من النفط".
ووجد تجار الحطب فرصةً ذهبية لهم في فصل الشتاء للعمل ومعهم المئات من الشباب العاطلين، فهم يذهبون للتحطيب منذ ساعات الفجر الأولى وحتى المساء ويبيعون ما جمعوه في اليوم التالي.
يقول تاجر الحطب مزهر الصبيحي: "توقفت أعمالنا بسبب الظروف الأمنية المتردية التي يمر بها العراق وامتلك شاحنة كبيرة ما زالت متوقفة أمام منزلي منذ شهور لعدم توفر عمل، فوجدت من بيع الحطب وسيلة مربحة في ظل شح وقود التدفئة مع دخول الشتاء وبرده القارص".
ويوضح الصبيحي: "أذهب مع عدد من الشباب العاملين معي من أهالي المنطقة إلى القرى والأرياف والغابات والبساتين النائية نقطع الأشجار المتيبسة وحتى الخضراء في المناطق النائية والبعيدة عن المدن ونقوم بتقطيعها ولفها على شكل حزم كبيرة والخضراء نقطعها وننشرها في الشمس لتجف".
ويرى الصبيحي، في مقابلة مع "العربي الجديد"، أن الحكومة غير قادرة على توفير وقود التدفئة بما يكفي للمواطنين، ما دفع الكثيرين إلى الحطب لإشعاله في مواقد التدفئة.
لكن مختصين حذروا من تقلص المساحات الخضراء في البلاد نتيجة التحطيب المستمر فضلاً عن تقلصها بسبب شح المياه والعمليات العسكرية، التي سببت حرق وإتلاف مساحات شاسعة من البساتين والمزارع والغابات.
ويرى المتخصص في الشأن الزراعي مرتضى عبد الواحد أن " عمليات التحطيب التي ترافق دخول فصل الشتاء في العراق تسفر كل عام عن تقليص المساحات الخضراء إلى معدلات كبيرة، ويعتبر التحطيب أحد ثلاثة عوامل سببت تقلص المساحات الخضراء في البلاد بعد شح المياه والعمليات العسكرية".
ويعتقد عبد الواحد أن "شح وقود التدفئة مشكلة أساسية في إقبال المواطنين على التحطيب مع دخول فصل الشتاء بعد خروج ما يقرب من نصف مساحة البلاد عن سيطرة الدولة، بما تضمه من مصافٍ نفطية توقفت ودمرت نتيجة العمليات العسكرية أكبرها مصفى بيجي في محافظة صلاح الدين وسط العراق".
وتزامن لجوء العراقيين إلى الحطب في التدفئة خلال فصل الشتاء مع انتعاش صناعة المواقد المنزلية. وتقسم مواقد التدفئة إلى حجرية ومعدنية، ويقوم على صناعتها حرفيون في ورش صغيرة أصبح انتشارها أكثر من ذي قبل، فيما يُقبل المواطنون على شرائها بكثرة.
أركان عبيد يمتلك ورشة صغيرة لصناعة المواقد المعدنية المعروفة بالـ"منقلة" يقول: " نصنع هذه المواقد من الصفائح المعدنية التي نستخرجها من علب الزيت المعدنية المصنوعة من القصدير وبعض المعادن اللينة فنقطعها بآلات خاصة ونصنعها بشكل جميل فيستخدمها الناس في إشعال الحطب داخل منازلهم"
ويتابع عبيد: "سعر المنقلة يراوح بين 5 آلاف و15 ألف دينار (4.2 و12.5 دولاراً)، وذلك بحسب حجمها وشكلها بخاصةً أنَّ هناك بعض الزخارف التي نضيفها كلمسات جمالية".
ويعيش العراقيون أزمة حادة في الطاقة الكهربائية منذ الغزو الأميركي للبلاد في عام 2003، فيما يقول خبراء إنه تم إنفاق ما يزيد على 40 مليار دولار على هذا القطاع ذهبت دون جدوى بسبب الفساد المالي في البلاد.
ويواجه العراق مصاعب اقتصادية ومالية خانقة بسبب الاضطرابات الأمنية، دفعته إلى إقرار الموازنة العامة بقيمة 119 تريليون دينار عراقي (105 مليارات دولار)، بينما يقدّر العجز بنحو 25 تريليون دينار (21 مليار دولار).
اقرأ أيضا: مواقد التدفئة صناعة مصدر رزق للعراقيين