وقال ناشطون إن "الحيوانات المفترسة التي تنتشر في صحراء بلدة العامرية (21 كلم جنوب الفلوجة)، أصبحت تهدد النازحين في مخيمات البلدة التي أنشئت في مناطق مكشوفة في العراء بعيداً عن المدينة".
وبيّن الناشط يحيى الدليمي لـ"العربي الجديد"، إن "صحراء العامرية تنتشر فيها الذئاب والضباع وحيوانات "الغريرية" المفترسة والكلاب، التي أصبحت تشكل خطراً على النازحين وأطفالهم في المخيمات، ما دفع الكثيرين منهم لحراسة مخيماتهم متسلحين بالعصي الخشبية لمنع دخول تلك الحيوانات إلى خيامهم".
اقرأ أيضاً: أبو حازم: العقارب أرحم من المسؤولين
وذكر سكان المخيمات أنهم قتلوا قبل أيام ضبعاً مفترساً، فيما تمكن ذئب بري من الاقتراب من المخيم وقتلَ عدداً من الأغنام لأحد الرعاة.
وأوضح لطيف المحمدي، أحد سكان مخيم العامرية، أن "منطقة المخيمات صحراوية شاسعة وبعيدة عن المدن، وتنتشر فيها الذئاب والضباع وحيوان الغريري الذي يشكل خطراً على الأطفال". وأضاف "نعاني كذلك من انتشار القوارض الكبيرة والحشرات المختلفة التي تتجول بين المخيمات، ولا نتمكن من القضاء عليها لعدم امتلاك المعدات اللازمة لذلك".
وقال حمد ياسر، أحد سكان المخيم "رغم البرد الشديد، نتناوب على حراسة المخيم من الحيوانات المفترسة التي قد تتسلل مع الظلام الدامس، خاصة أن المخيم يعاني من انقطاع مستمر للتيار الكهربائي ولا نملك سوى العصي لرد تلك الحيوانات الخطرة".
ويتضافر الجوع والبرد والمرض على النازحين ليفتك بالمرضى والأطفال وكبار السن، مع غياب الدعم الحكومي، بينما يكافح بعض الناشطين والمنظمات الإنسانية لإيصال بعض المساعدات التي لا تكفي لسد الحاجة الكبيرة للنازحين.
اقرأ أيضاً: وفاة 52 نازحاً في الأنبار العراقية بسبب الحرّ والأفاعي
وكان عددٌ من الأطفال في المخيم قد ماتوا الصيف الماضي نتيجة لدغات العقارب والأفاعي. ويروي مزاحم الدليمي، أحد سكان مخيم عامرية الفلوجة، لـ"العربي الجديد"، أن معاناة النازحين لا تنقطع صيفاً وشتاءً، ففي الصيف نعاني من كثرة العقارب والأفاعي التي تسببت بقتل بعض الأطفال الرضّع إثر تعرّضهم للّدغ، وفي الشتاء نعاني من الحيوانات المفترسة كالذئاب والضباع والـ"غريريات" فضلاً عن القوارض والحشرات السامة".
ويقول الناشط المدني عامر الدليمي، إن "الدعم الحكومي منعدم تماماً، ولا نملك كناشطين ومنظمات إنسانية القدرة على توفير ما يحتاجونه من غذاء ودواء ووسائل تدفئة ليجدوا أنفسهم في مشكلة أخرى أمام الحيوانات المفترسة الخطيرة".
وأنشئ مخيم عامرية الفلوجة منذ عام تقريباً مع موجة النزوح الكبيرة التي مرت بمحافظة الأنبار إثر معارك بين القوات العراقية وتنظيم "داعش"، حيث أغلقت الحكومة العراقية معبر بزيبز الوحيد أمام النازحين ما اضطرهم للمكوث في العراء، ليتشكل في ما بعد أحد أكبر مخيمات النازحين في البلاد.
اقرأ أيضاً: نازحة عراقية ترمي طفلها في الفرات بعد وفاته جوعاً