وأضاف عضو الوفد، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن "الجبوري التقى عددا من المسؤولين الخليجيين، وحصل على دعم مالي وتسليحي للمحافظات الغربية، التي تعرضت للخراب بسبب المواجهات المسلحة التي تدور فيها منذ أشهر عدة". وأشار إلى أن "مسؤولين من قطر والسعودية والامارات والبحرين، تعهّدوا بالمساهمة الفاعلة في إعادة البنى التحتية للمدن المدمرة، ورصد مبالغ مالية كبيرة لتعويض المتضررين، فضلاً عن تقديم المساعدة العسكرية عبر تدريب أفراد الحرس الوطني، الذي سيُشكَّل من أبناء هذه المدن حصراً، ودعمه بالسلاح الحديث الذي يُمكّنه من تحقيق النصر على داعش".
وأوضح أن "الخليجيين اشترطوا خروج الميليشيات من هذه المناطق وعدم اشتراكها في معارك تطهير الأنبار وصلاح الدين ونينوى من المتطرفين، قبل تقديم أي دعم". ولفت إلى أن "بعض المسؤولين العراقيين، طلبوا اشراك قوات درع الجزيرة الخليجية، في المعارك ضد داعش، لكن المسؤولين الخليجيين ربطوا الأمر بتقديم طلب رسمي من الحكومة العراقية".
من جهته، أكد محافظ نينوى، أثيل النجيفي، حاجة الحرس الوطني المقرّر تشكيله، إلى تمويل من ضمن البرنامج الحكومي للدعم الخارجي، لكنه لن يتوقف عن المضي قدماً في عملية التشكيل. وذكر النجيفي في بيانٍ أن "مشروع الحرس الوطني سيمضي، مهما كانت الظروف، من خلال الاسراع بجمع المتطوعين، بانتظار الدعم الخارجي لتدريب وتسليح المقاتلين، حتى يتمّ تشكيل قوة عابرة تحت مظلة المنظومة الدولية".
ولم تعترض وزارة الخارجية العراقية على اشتراك قوات خليجية في الحرب على الارهاب، ورحب الوزير ابراهيم الجعفري بتشكيل قوة خليجية لمواجهة تنظيم "داعش". ورأى خلال زيارته إلى البحرين، أن "الخطر الذي يواجهه العراق يهدد دول المنطقة، وما يمسّ بلدنا سيهدد دول الجوار الأخرى، مثل السعودية والكويت وتركيا والأردن وايران. ومن الطبيعي أن تقف هذه الدول إلى جانب العراق بوجه الارهاب كي لا ينتقل إليها".
وأكد الجعفري أن "العراق دولة خليجية بالأساس، لأنه يطّل على الخليج العربي، ما يوجب التعاون بين جميع دول الخليج، ومنها العراق، للمشاركة في صنع القرار، لتشكيل قوة خليجية قادرة على اجتثاث داعش من جذوره".
وسبق للجبوري أن رحّب بتحسّن العلاقات العراقية مع دول الخليج. واعتبر خلال لقاءه رئيس الوزراء القطري عبدالله بن ناصر آل ثاني، أن "العلاقات مع قطر ستشهد انفتاحاً واسعاً في الأيام المقبلة". كما أوضح رئيس الوزراء القطري، أن "بلاده ملتزمة بتعهداتها تجاه العراق في جميع المجالات".
وفي سياق متصل، تواصل عشائر الأنبار تصدّيها لهجمات تنظيم "داعش"، الذي يحاول منذ أيام اقتحام مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار. وقال قائد شرطة المحافظة اللواء الركن كاظم الفهداوي، لـ"العربي الجديد"، إن "العشائر والقوات الأمنية صدّت هجوماً واسعاً لداعش، للسيطرة على المجمع الحكومي وسط الرمادي".
كما أكد مصدر أمني في الأنبار لـ"العربي الجديد"، مقتل واصابة أكثر من 50 شخصاً في الاشتباكات، التي استمرت 9 ساعات بين العشائر والقوات الأمنية من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى في الرمادي.