وقد التقى "الخصمان" في احتفالية أقامها "حزب الدعوة" بمناسبة تأسيسه، أمس السبت، وبحضور عدد من المسؤولين.
وقال العبادي في كلمته بالمناسبة إنّه "يتحتّم على "حزب الدعوة" الابتعاد عن البحث عن المناصب والامتيازات"، مضيفا أنّ "المضحّين في الحزب لم يكونوا ينتظرون المناصب، بل عملوا من أجل إزالة الظلم، ويجب أن نكون مثلهم ونتنازل عن الامتيازات".
وأشار رئيس الحكومة إلى أنّ "النقد الصادق يعود بالمنفعة علينا، لكنّ البعض ينتقد ليس من أجل التصحيح، بل من أجل إعاقتنا فقط"، ملمّحا إلى فترة حكم المالكي بالقول: "إلى أين أوصلتنا تلك الطائفية والإثنية"؟ داعيا إلى "عدم استخدام الطائفية في العملية السياسية. فالمسؤول يجب عليه أن يعمل ويدافع عن جميع العراقيين، وألا يدافع عن مذهبه وطائفته".
في المقابل، ردّ المالكي على العبادي بقوله: "أتمنّى أن لا يجرّنا البعض إلى بينية ومشاكسات"، محذّرا من "وقوع صراعات ومعارك مع شريك سياسي (في إشارة إلى العبادي)".
وشدّد رئيس الحكومة السابق: "يجب أن نهزم كل من يريد أن يجر السياسة إلى صراعات جانبيّة"، مضيفا: "كنت أتمنّى ألا أفتح معركة مع أي طرف شريك، وخصوصا أنّنا في معركة مع "داعش"".
وانتقد المالكي إدارة الملف الأمني، مذكّرا بـ"تفجيرات الكرادة"، مؤكدا أنّه "من الممكن أن تشهد المدن العراقية من جديد هجمات أخرى، كهجمات الكرادة الدامية"، مطالبا بـ"مزيد من الجهد والاستقرار السياسي والحفاظ على هيبة الدولة".
من جهته، اعتبر الخبير السياسي، موفق الحديثي، أنّ "هذا الخطاب يعد انتقالة ومرحلة جديدة من مراحل الصراع بين الجانبين".
وقال الحديثي، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "هذا الصراع خرج اليوم من الصمت إلى لغة واضحة بالتهديد والوعيد، وإن لم يكن بالأسماء، فالطرفان بدأا يتحدّثان عن صراعات ومعارك بينية داخل الحزب الواحد، وكل منهما يلقي باللائمة على خصمه".
وأشار إلى أنّ "هذا الصراع بدأ يتعمق جدا، وستكون نتائجه سلبية على التحالف الوطني الحاكم، وعلى "حزب الدعوة""، مرجحا "انقساما قريبا في الحزب والتحالف، ليكون هناك معسكران متعاديان يقسّمان البيت الشيعي".
وبلغ صراع السلطة في العراق أوجه بين رئيس الحكومة الحالي وسلفه عند اقتراب موعد الانتخابات المقبلة، إذ يسعى كلّ منهما للإيقاع بخصمه بكل الوسائل وإجلائه عن ساحة المنافسة، في ظل تحشيد للأنصار والأتباع من كليهما.
وكان مصدر سياسي قد كشف لـ"العربي الجديد"، أمس، أن العبادي بدأ بفتح ملفات التسليح المشبوهة التي أبرمها المالكي لاستخدامها كورقة ضدّه.