تصاعدت حدّة الخلاف بين رئيس الحكومة العراقيّة، حيدر العبادي، مع سلفه نوري المالكي، لتصل إلى طريق مسدود، الأمر الذي دفع الأخير إلى التآمر على الأوّل حزبيّا، لعزله من حزب الدعوة الإسلامي.
مصدر في التحالف الوطني الحاكم في البلاد، أوضح لـ"العربي الجديد"، أنّ "الخلاف بين العبادي والمالكي وصل إلى حدٍّ خطيرٍ جدّا، بعد أن حاول الأوّل محاسبة الأخير على قضايا فساد خطيرة، كقضيّة سقوط الموصل التي ورد اسمه في تقرير لجنتها، فضلا عن التصعيد الإعلامي بين الطرفين".
واعتبر أنّ "المالكي يمارس ضغوطا كبيرة على العبادي، لصرف نظره عن تلك الملفات، ويستخدم أوراق ضغط خطيرة ضد العبادي، الأمر الذي وصل إلى حد الانشقاق داخل حزبهما (حزب الدعوة)"، لافتاً إلى أنّ "المالكي بدأ بشق صفوف الحزب لعزل العبادي، من خلال شروعه في تشكيل (حزب الدعوة الإصلاحي)".
كما أشار إلى أنّ "التشكيل الجديد منبثق من داخل حزب الدعوة، لكنّ العبادي خارجه، وقد حظي (الحزب الجديد) بتأييد كبير من قبل القادة الكبار لحزب الدعوة، الذين استطاع المالكي أن يجمعهم حوله"، مبينا أنّ "المالكي يعدُّ الآن النظام الداخلي للحزب الذي سيتزعمه".
من جهته، رأى الخبير السياسي، رعد رشيد، أنّ "العبادي اليوم أصبح في وضع لا يُحسد عليه، بعد أن تنصلت عنه أكثر قوى التحالف الوطني".
وقال رشيد، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ "العبادي على الرغم من خلافه المتجذّر مع المالكي، لكنّه أيضاً لم يحسن إدارة الملفات السياسيّة داخل حزبه وتحالفه الوطني"، مبيناً أنّ "العبادي لم يبن لنفسه دعائم حكمه بعد، ولم تصبح له القوة الكافية، حتى حاول التفرّد بالحكم وبإصدار القرار السياسي، من خلال إطلاق حملة الإصلاحات التي لم يستشر فيها أحدا".
وأضاف أنّ "العديد من قادة التحالف الوطني، وقادة حزب الدعوة هم قادة لمافيات الفساد في البلد، وأنّ الإصلاحات وإن لم تطاولهم، لكنّها تهديداً لهم ولمشاريعهم في البلد، الأمر الذي جعلهم في صف واحد ضد العبادي".
وأشار إلى أنّ "المالكي وهو من قادة التحالف، استغلّ الموقف واستطاع أن يشق حزب الدعوة ويحشده ضدّ العبادي، الأمر الذي سيتسبب في عزلة خطيرة للعبادي داخل الحزب وداخل التحالف".
إلى ذلك، أكّد أنّ "نتائج ذلك ستظهر على أداء العبادي الذي سيصبح مكبّلا بقيود الحزب والتحالف، الأمر الذي سيسلبه الكثير من سلطته وصلاحياته، كما حدث من خلال توقيع قادة التحالف الاتفاق الرباعي بمعزل عن العبادي"، مضيفا "هذه الخطوة ستتبعها بالتأكيد خطوات أخرى، قد تتسبب في الإطاحة بالعبادي من داخل حزبه وتحالفه".
اقرأ أيضا: واشنطن تمنع العراق من أيّ اتفاق عسكري مع روسيا