أعلنت مصادر أمنية عراقية وشهود عيان، اليوم الإثنين، عن استيلاء الفصائل المسلحة على مدينة السعدية (70 كيلومتراً شرق بغداد) بشكل كامل، بما فيها مبنى الشرطة والبلدية وقاعدة الجيش، بعد معارك شهدتها المناطق الغربية من المدينة، استمرت منذ فجر اليوم وحتى الظهر.
وأكد المقدم في الشرطة العراقية في محافظة ديالى، مالك عبادي، لـ"العربي الجديد"، أن الجيش والشرطة انسحبا من آخر مواقعهما في السعدية، ظهر اليوم الإثنين، باتجاه مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى، وهناك ضحايا وجرحى في صفوفهما.
وأوضح عبادي، أن الفصائل المسلحة أحكمت سيطرتها على ريف المدينة المتمثل بسبع قرى تحيط بها، واستولت على مراكز للشرطة فيها. كما سيطرت على مبنى البلدية وقيادة الشرطة وسط المدينة، إضافةً إلى قاعدة صغيرة للجيش.
وأكد أن غالبية المسلحين هم من أهل المدينة وينتشرون حالياً فيها. وأوضح أنهم يقيمون كمائن وعبوات ناسفة وألغام حول السعدية، لمنع تقدم أي قوات إليها. وهو أسلوب تتبعه الفصائل عقب سيطرتها على المدن.
في السياق، أحبطت قوات الجيش محاولة للسيطرة على قاعدة للجيش في منطقة التأميم غرب الرمادي. وقال المتحدث باسم شرطة الأنبار، النقيب براء محمد، لـ"العربي الجديد"، إن العشرات من المسلحين شنّوا هجوماً واسعاً على قاعدة "اللواء الثامن" على نهر الفرات في منطقة التأميم غرب الرمادي. ودارت معارك عنيفة استمرت لساعات عدة، نجح الجيش خلالها في صدّ الهجوم وإحباط محاولات المسلحين للسيطرة على القاعدة، التي تُعتبر ثالث أكبر قواعد الجيش في الأنبار.
في هذه الأثناء، شنّت قوات عسكرية خاصة ترافقها مليشيات شيعية عمليات اعتقال واسعة طالت المئات من الجنود الفارين من الخدمة في مناطق بغداد، كربلاء، النجف، واسط، بابل والبصرة، وفقاً لمصدر مسؤول في الجيش العراقي.
وقال المصدر العامل في قيادة عمليات الفرات الأوسط التابعة للجيش لـ"العربي الجديد" إن قوات خاصة ترافقها مليشيات مقربة من رئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي، نفذت عمليات اعتقال طالت أكثر من 1500 جندي وضابط هارب من الخدمة بعد يومين من انتهاء المهلة المحددة لهم.
وأوضح المصدر أن "العملية تمت خلال الأربعة والعشرين ساعة الماضية، وهي متواصلة". ولفت إلى أن "الجنود والضباط سيحوّلون إلى محاكمة عسكرية بتهمة التخاذل وعصيان الأوامر العسكرية".