العراق: تحقيق في سقوط محافظات بيد "داعش"

21 أكتوبر 2014
العبيدي: الفساد والإرهاب متساويان (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

توعّد وزير الدفاع العراقي، خالد متعب العبيدي، اليوم الثلاثاء، بمحاسبة "كل من يثبت تقصيره في أحداث الموصل ودخول الدولة الإسلامية (داعش) إلى المحافظة". كما ربط بين الفساد والإرهاب، مؤكّداً أنّهما "وجهان لعملة واحدة".

ولفت العبيدي، في أول كلمة متلفزة له، بمناسبة توليه المنصب، إلى "إننا سنحقق بصدق في تداعيات الأحداث السابقة، والتي تسببت في سقوط الموصل والمحافظات الأخرى بيد داعش، وسنعلنها أمام الرأي العام والشعب العراقي". وأكد أنّه "لن يتردد في اتخاذ أي قرار، وفق الصلاحيات، لمحاسبة من قصّر واستهان بأمن العراقيين".

ولفت العبيدي إلى أنّ "وزارته ستعمل منذ الآن على معالجة الفساد والإرهاب، كونّهما وجهين لعملة واحدة، ولن نتوانى عن ضرب الفاسدين". وأكد عزمه على "بناء مؤسسة عسكرية مهنية".

وتعهّد وزير الدفاع، بـ"العمل بكل عزم وإخلاص لمصلحة العراق وسلامته"، مشيراً إلى أنّه "لن يرضخ لأي ضغوط تحاول أن تثنيه عن فرض الأمن والسلم ومكافحة الفساد". ودعا الشعب العراقي والقوات المسلحة إلى "عدم الاستماع للشائعات".

ومنح مجلس النواب العراقي، الثقة، في 19 من الشهر الحالي، لمرشح "تحالف القوى العراقية" خالد العبيدي، لتولي منصب وزير الدفاع، ومرشح "التحالف الوطني" محمد سالم الغبان، لتولي منصب وزير الداخلية.

وأثبتت الأزمة الأخيرة، التي تعصف بالعراق، هشاشة مؤسسته العسكرية، التي كانت تُعدّ قوة يُحسب لها الحساب، وبعدما كان الجيش في المرتبة الخامسة عالمياً قبل حلّه بعد الاحتلال الأميركي للبلاد عام 2003، بات اليوم مهدداً بالتفكك في أول اختبار يمرّ به، وذلك بعد مواجهة "داعش".

وفرّ الجيش العراقي من مواجهة "داعش"، في حزيران/يونيو المنصرم، مما فتح الباب أمام تدخل الولايات المتحدة من جديد في البلاد، عبر توجيه ضربات جوية للتصدّي لزحف التنظيم.

ويتوارى عن الأنظار داخل البلاد ضباط كبار في الجيش، منهم قائد القوات البرّية الفريق الأول الركن علي غيدان، والفريق الأول الركن عبود كنبر، وقائد عمليات نينوى الفريق مهدي الغراوي، الذين هربوا من ساحة القتال قبل جنودهم، إبان دخول تنظيم "الدولة" إلى الموصل.

وعقب هذه الأحداث، تحدث الرئيس السابق للوزراء، نوري المالكي، عن البدء بتشكيل جيش رديف، وغضّ الطرف عن المبالغ الطائلة التي صُرفت على الجيش، وملفات الفساد التي قد تطيح بقيادات عليا في حال تم التحقيق معهم.

وعلى الرغم من إعلان واشنطن عزمها إعادة هيكلة الجيش العراقي، وتدريبه من خلال استراتيجيات عدة، وبمساعدة دول أخرى، إلا أنّ الجيش لم يوضح خطته الجديدة.