العراق: تشكيك بالرواية الحكومية حول انفجارات مخازن صواريخ "الحشد" جنوبي بغداد
على الرغم من تقديم السلطات العراقية في بغداد رواية رسمية حول الانفجارات التي ضربت معسكراً لفصائل "الحشد الشعبي"، جنوبي العاصمة بغداد، عصر الأحد الماضي، والتي قالت إنها ناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة، والتي تسببت بتفجيرات لذخيرة داخل مخازن سلاح، إلا أن فرق تحقيق من وزارة الداخلية وجهاز الأمن الوطني تواصل التحقيق الميداني في المكان، في ظل التكتم على هوية الذين قضوا جراء التفجيرات التي وقعت داخل المعسكر أو الخسائر التي نجمت عنها وطبيعة الانفجارات ذاتها.
وفي هذا الإطار، يشكك نواب في البرلمان العراقي وقيادات سياسية بالرواية الرسمية العراقية لحادثة التفجيرات الأربعة التي وقعت داخل قاعدة "الصقر"، جنوبي بغداد، والتي تعتبر المعسكر الرئيس لعدد من الفصائل المسلحة، أبرزها كتائب "حزب الله" و"النجباء" الفصيلان الأكثر ارتباطاً بإيران، خصوصاً أن المعسكر ذاته تعرض لقصف العام الماضي استهدف مخازن سلاح فيه، واتهمت الحكومة العراقية رسمياً الاحتلال الإسرائيلي بالوقوف وراءه.
وقال مسؤول أمني عراقي كبير لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، إن التحقيقات لا تزال مستمرة لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء الانفجارات التي وقعت في مخازن القاعدة الشمالية المخصصة للصواريخ وقذائف المدافع داخل معسكر "الصقر"، خصوصاً أن المخازن مبردة ولم تصل حرارتها لدرجة تؤدي الى انفجارات، كما أن وقوع تفجيرات في وقت واحد في أكثر من مخزن يستدعي الاستمرار بالتحقيق"، مقراً بأنه كان هناك استعجال من قبل بعض الجهات بإصدار بيان رسمي يؤكد أن سبب الانفجارات ارتفاع حرارة الجو وسوء التخزين، قبل البدء بعمليات التحقيق بشكل مهني".
قالت السلطات العراقية إن الانفجارات ناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة، التي تسببت بتفجير ذخيرة داخل مخازن سلاح
وبيّن المسؤول أن "التحقيقات تجري حالياً من قبل فرقة فنية عسكرية مختصة لكشف هل أن الانفجار تم من خلال الاستهداف الداخلي عن طريق انفجار أحد الصواريخ فعلاً نتيجة ارتفاع حرارة الجو وسوء التخزين، أم أنه تم من خلال الاستهداف الخارجي، عبر عملية قصف بطائرات أو استهداف صاروخي". وأضاف أن "هناك شكوكاً بوجود عملية استهداف خارجي أو فعل فاعل لمخازن الصواريخ، العائدة لفصائل "الحشد الشعبي"، خصوصاً مع عمليات القصف الصاروخي المستمرة على الأهداف والمصالح الأميركية في القواعد العسكرية والسفارة الأميركية وسط المنطقة الخضراء".
وأكد القيادي في "الحشد الشعبي" عادل الكرعاوي، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، أن "هناك الكثير من الأدلة التي تؤكد استهداف معسكر "الصقر" من خلال القصف"، مشيراً إلى أنه "لا صحة لأن الانفجارات ناجمة عن ارتفاع حرارة الجو أو سوء التخزين، وهناك معلومات تتحدث عن وجود طائرات في سماء المنطقة خلال وقوع التفجيرات".
واعتبر أن استعجال الحكومة العراقية بالبت في سبب التفجير، ثم إرسال فرق الإطفاء والاستعجال في احتواء الموضوع، يزيد الشكوك لدينا بأنه استهداف خارجي، ومع ذلك، فإن التحقيقات جارية وسيُعلن عما سيتم التوصل إليه، ملمحاً إلى احتمالية إخفاء الحكومة العراقية معلومات عن الموضوع.
من جانبه، قال النائب عن تيار "الحكمة" جاسم البخاتي، في تصريحات لوسائل إعلام محلية عراقية، مساء أمس الاثنين، إن على اللجنة المختصة بالتحقيق بالانفجارات في قاعدة "الصقر" الإعلان عن نتائج التحقيق بشكل سريع، حتى تزيل الغموض والشكوك، ويقل اللغط بشأن الانفجارات، لمعرفة السبب الحقيقي، وهل هو استهداف أم أن الأمر حصل فعلاً بسبب ارتفاع درجات الحرارة. ولفت إلى أن "هناك رأياً يقول إن الحكومة العراقية لا تريد الإقرار بوجود استهداف لقاعدة "الصقر"، كونها ذاهبة لتهدئة الأوضاع، خصوصاً أن هناك أكثر من جبهة مفتوحة على حكومة مصطفى الكاظمي، ولهذا يجب الإعلان سريعاً عن نتائج التحقيق بشأن الانفجارات، لمعرفة مصدرها وأسبابها".