العراق: تضارب الأنباء بشأن اختفاء 400 عامل آسيوي

26 يوليو 2017
ترجيح صلة المليشيات باختفاء العمال (Getty)
+ الخط -



تضاربت الأنباء بشأن اختفاء 400 عامل آسيوي دخلوا العراق خلال الفترة الماضية، وفيما أكد مكتب وزير الداخلية العراقي فتح تحقيق بمصير العمال المفقودين، ترجّح مصادر أمنية صلة المليشيات بحادثة اختفاء العمال الآسيويين الذين فقد أثرهم في حي الشعلة (شمال بغداد) الذي يمثل المعقل الرئيس لمليشيات "الحشد الشعبي".

مكتب وزير الداخلية العراقي أوضح في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أنّ مكتب الأحوال المدنية والجوازات والإقامة التابع للوزارة وجّه بالتحقيق في مصير 400 عامل آسيوي يعملون ضمن مشروع هدم وتأهيل مستشفى الشعلة، مؤكدا أن العمال دخلوا إلى العراق عن طريق شركة "هوزان" المنفذة للمشروع، ونقلت وسائل الإعلام ذاتها نفي إدارة مستشفى الشعلة وجود أي من العمال الأجانب من جنسيات آسيوية لديها.

من جانبه، قال مسؤول في وحدة حماية مستشفى الشعلة لـ"العربي الجديد"، إنّ إدارة وأمن المستشفى سمعوا من وسائل الإعلام عن قدوم المئات من العمال الآسيويين للعمل ضمن مشروع هدم وتأهيل مستشفى الشعلة، لكن أحدا منهم لم يصل، موضحا أن العمل هناك يقتصر على عدد من العمال العراقيين الذين قدموا من جنوب البلاد.

وعبّر عن استغرابه من محاولة إقحام المستشفى في قضية اختفاء العمال الآسيويين على الرغم من عدم تسجيل وصولهم من قبلنا، مبينا أن لا أحد يمكنه الدخول إلى موقع المشروع دون المرور بالاستعلامات الخارجية وتسجيل اسمه ضمن سجل الداخلين مع الاحتفاظ بهوية تعريفية لحين تحديد موقفه.


فيما رجّح ضابط في شرطة محافظة بغداد أن يكون لمليشيات "الحشد الشعبي" علم بمصير العمال الآسيويين المفقودين في حي الشعلة، مبينا خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "الحشد" لديه نقاط تفتيش دائمة عند جميع مداخل الحي، ولا يمكن لأحد الوصول إلى مستشفى الشعلة دون المرور بهذه النقاط.

وأضاف أن "تعليمات الحشد والأجهزة الأمنية تنص على عدم السماح للغرباء من العراقيين بدخول المنطقة إن لم يكونوا من سكانها، أو بكفالة أحد السكان إن كان من خارج الشعلة"، متسائلا: "هذا هو الحال مع العراقيين، فكيف لأجانب أن يدخلوا الشعلة دون التحقيق معهم من قبل عناصر الحشد؟".

ورجّح المتحدث وجود صلة للمليشيات باختفاء العمال الآسيويين، مشيرا إلى وجود حوادث سابقة مماثلة يتم من خلالها احتجاز غرباء، ويتم إطلاق سراحهم بعد التحقق من الجهات التي يعملون معها.

يشار إلى أن حي الشعلة، شمال العاصمة العراقية، يمثل المعقل الرئيس والأكبر في العراق للمليشيات وعصابات الخطف، وتوجد فيه سجون سرية لاحتجاز الضحايا الذين يطلق سراحهم بعد استلام مبالغ مالية كبيرة كفدية، فيما تقوم بعض الجهات بقتل ضحاياها حتى بعد استلام الفدية من ذويهم.