يقول مصدر آخر مقرب من قيادات "الحشد" لـ "العربي الجديد" إنّ "اجتماعات مكثّفة جرت، أخيراً، بين كبار قادة الحشد الميدانيين والمنتمين لفصائل مختلفة، لوضع خطط المرحلة المقبلة"، مضيفاً أنّ "الخوف يسود المليشيات المسلحة، باعتبار أنّ عودة القوات الأميركية تعني القضاء على وجودها".
ويوضح المصدر نفسه أنّ "المليشيات تتهم رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، أنّه يخطط ويسعى إلى عودة الأميركيين"، وأنّ هناك مشاكل حادة وكبيرة بين الأطراف السياسية داخل التحالف وكذلك بين المليشيات والحكومة، مشيراً إلى أنّ "معلومات عدّة وردتنا باحتمال شن المليشيات هجمات على القوات الأميركية". ووفقاً للمصدر، فإنّ "داعش بالنسبة للمليشيات أفضل حصان لتحقيق طموحها، على عكس وجود الأميركيين الذي سيحرق أوراقهما سوية"، في إشارة إلى تنظيم "داعش" ومليشيات "الحشد".
بدوره، يؤكّد القيادي في "الحشد الشعبي"، حسن الفتلاوي، لـ "العربي الجديد"، أن "تدريبات مكثّفة تلقّاها عناصر في المليشيات بالفعل، تتعلّق في كيفية استعمال الدبابات والعجلات العسكرية، بالإضافة إلى تدريبات على استخدام قذائف الهاون وكيفية إصابة الأهداف"، لافتاً إلى أنّ "بعض التدريبات تلقوها على أيدي خبراء عسكريين إيرانيين".
اقرأ أيضاً: المليشيات تحذر الحكومة من الاستعانة بدعم أميركي لتحرير الأنبار
ويوضح الفتلاوي أنّ "مهمات عسكرية توزّعت بين عدد من الفصائل، استعداداً لتحركات القوات الأميركية نحو بغداد"، مضيفاً أنّ "قادة المليشيات قسّموا المناطق المحيطة ببغداد على الفصائل، لتتولى كل مجموعة مهمة تنفيذ الواجبات داخل المنطقة المخصصة لها"، مبيّناً أن "الاهتمام الأكبر، يصب على المناطق الشمالية الغربية من بغداد".
على صعيد متصل، تشهد فصائل المليشيات نشاطاً تعبوياً كبيراً يقوده رجال دين لرفع الحالة المعنوية لمقاتلي المليشيات، وهو ما يؤكّده عدد من المقاتلين لـ "العربي الجديد". ويقول المقاتل في صفوف إحدى الكتائب المسلحة التابعة لـ "الحشد"، زيد عبد الرسول لـ "العربي الجديد"، إنّ "المحاضرات عقائدية، وتحض على الدفاع عن الوطن ومقاومة الاحتلال"، مشدداً على أن "جميع المقاتلين يتمتعون بروح معنوية عالية، والجميع على أتم الاستعداد للاستشهاد مقابل عدم السماح للأميركيين بتدنيس أرضنا مرة أخرى".
وكان مسؤولون أمنيون وعسكريون في العراق، أفادوا، أخيراً، أن دوريات برية عسكرية أميركية استطلاعية بدأت تتحرك في مناطق متفرقة في مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار الخاضعة لسيطرة "داعش"، ترافقها مقاتلات الأباتشي، استعداداً لشن هجوم بري ضد التنظيم. وذكر مسؤولون محليون في وقت سابق، أن القوات الأميركية عزّزت وجودها وعدد قواتها بوصول أعداد من الجنود الأميركيين إلى محافظة الأنبار. وأكد المسؤولون أنفسهم، أن القوات الأميركية تعتمد على أكثر من ألف عسكري عراقي من أبناء عشائر المحافظة في قتال التنظيم، وتمنع قوات "الحشد الشعبي" من المشاركة في المعركة المرتقبة.
اقرأ أيضاً: "الحشد الشعبي" تستعين برجال الدين للإفتاء بدعمها مالياً