وتسببت الصدامات في الساحة والتي استمرت عدة ساعات، واستخدم عناصر الأمن فيها الرصاص الحي وقنابل الغاز وبنادق الصيد، بسقوط عدد من الجرحى من المتظاهرين. ووفقا لمصدر طبي، فإن "مستشفى الكندي القريب من الساحة، استقبل أمس 17 مصابا، من ساحة التظاهر"، مبينا لـ"العربي الجديد"، أن "الإصابات اختلفت بين حالات اختناق بقنابل الغاز وبالرصاص الحي وبنادق الصيد". وأشار المصدر إلى أن "عددا من المصابين مازالوا في المستشفى ولم يتماثلوا بعد للشفاء بسبب خطورة الإصابات التي تعرضوا لها".
من جهته، أعلن عضو "مفوضية حقوق الإنسان" العراقية، فاضل الغراوي، "إصابة 11 عنصرا من القوات الأمنية نتيجة رميهم بالحجارة والقناني الزجاجية وقنابل المولوتوف، في ساحة الخلاني ليل أمس". وتجمع المتظاهرون منذ الأمس، في ساحة التحرير المجاورة لساحة الخلاني، بعد نداءات توجه بها ناشطون بانسحابهم نحو الساحة وإخلاء الخلاني، التي شهدت إطلاق نار كثيفا.
وقال الناشط عدنان السويعدي، لـ"العربي الجديد"، إن "القوات الأمنية تستخدم العنف المفرط للسيطرة على ساحة الخلاني وإخلائها من المتظاهرين"، مبينا أن "الأجواء متوترة اليوم عقب أحداث الأمس، إذ إن أعدادا إضافية من عناصر الأمن وصلت إلى الساحة وانتشرت في محيطها، وهي في حالة تأهب لصد أي تقدم نحو الساحة". وأكد السويعدي أن "المتظاهرين أخلوا الساحة وتجمعوا بساحة التحرير، وهم بأعداد كبيرة"، مشيرا إلى "خطورة الموقف في حال اندفع المتظاهرون نحو الساحة، ما قد يتسبب بصدامات خطيرة". وتلتزم الحكومة جانب الصمت تجاه الأحداث المتسارعة في الخلاني، والتي تتجدد بشكل يومي وتوقع قتلى وجرحى بين المتظاهرين.
في غضون ذلك، عبّرت "مفوضية حقوق الإنسان" العراقية عن قلقها من استمرار العنف في ساحات التظاهر، مطالبة بوقفه.
وقالت المفوضية في بيان لها، إن "فرقها تواصل رصد ساحات التظاهر وسط بغداد خلال اليومين الماضيين"، معربة عن أسفها لـ"استمرار حالات العنف والعنف المتبادل بين المتظاهرين والقوات الأمنية باستخدام بنادق الصيد والقنابل الحارقة (المولوتوف) والحجارة وكرات الزجاج، مما أدى خلال اليومين الماضيين إلى استشهاد 3 من المتظاهرين وإصابة 58 بينهم 11 من رجال الأمن بإصابات مختلفة في ساحة الخلاني".
إلى ذلك، تشهد المحافظات الجنوبية هي الأخرى تظاهرات يومية، معبرة عن تضامنها مع متظاهري بغداد، مطالبة بمحاسبة مرتكبي العنف ضد المتظاهرين السلميين. وشهدت محافظات ذي قار والبصرة وكربلاء والقادسية وميسان، ليل أمس تظاهرات كبيرة، وأكد المتظاهرون استمرارهم بالتظاهر حتى تحقيق المطالب، مشددين على أن ثورة اليوم لا تختلف عن ثورة العشرين، منددين بالعنف، ومجددين رفضهم لتولي أي شخصية غير مستقلة رئاسة الحكومة الجديدة.
ويجري ذلك في ظل خلافات سياسية بشأن تشكيل الحكومة، إذ لم تتمكن الكتل السياسية بعد من تجاوز الخلاف والتقارب بشأن مرشح جديد، يمكن أن تحظى حكومته بثقة البرلمان.