وقال مصدر أمني في قيادة شرطة الأنبار، لـ"العربي الجديد"، إن سبعة من عناصر الشرطة الاتحادية ومليشيات "الحشد الشعبي" قتلوا وأصيب ثمانية آخرون بانفجار منزل مفخخ في منطقة الكرطان، التابعة لجزيرة الخالدية، مضيفاً أن "قوات الشرطة الاتحادية والمليشيات ما زالت تخوض معارك ضارية مع عناصر "داعش" في المنطقة".
وأكد المصدر تعثر سير المعارك وتأخر الحسم العسكري في المنطقة بسبب اعتماد "تنظيم الدولة" على أسلوب الكمائن وتفجير العبوات الناسفة والأحزمة الناسفة في قتاله ضد قوات الجيش والشرطة و"مليشيات الحشد".
يذكر أن قوات الأمن كانت قد تعرضت لخسائر كبيرة في الأرواح والمعدات خلال العملية العسكرية للسيطرة على مناطق شمال الرمادي، والتي أعلن عن بدايتها مطلع الشهر الحالي.
في غضون ذلك، أعلنت قيادة مليشيات "الحشد الشعبي"، في بيان صحافي، أن قواتها والشرطة الاتحادية تمكنت من "الوصول إلى الأهداف الأولى في عملية تحرير ما تبقى من جزيرة الخالدية"، دون أن تحدد ما هي الأهداف التي تحققت في المرحلة الأولى في العملية العسكرية بالجزيرة.
من جهته، أعلن قائد عمليات الأنبار، اللواء إسماعيل المحلاوي، أن "قوات الجيش والشرطة الاتحادية وفصائل "الحشد الشعبي" تحاول اقتحام قرى البو كنعان والكرطان، التابعتين لجزيرة الخالدية"، في الوقت الذي أكد فيه فريق الإعلام الحربي الناطق باسم "مليشيات الحشد" أن قرى البو كنعان والكرطان ما زالتا تحت سيطرة عناصر "داعش".
وقد سجلت خلال المعارك التي ما زالت تخوضها قوات الجيش والمليشيات في المنطقة انتهاكات واسعة قامت بها مليشيات "الحشد"، تمثلت في إحراق مئات المنازل وتفجير عدة مساجد، بعد سرقة محتوياتها، فضلاً عن تجريف البساتين، بحسب متحدث باسم شرطة الأنبار.
وقد دان تحالف القوى العراقية السني هذه الانتهاكات، وأكد قيام مليشيات "الحشد" بارتكاب انتهاكات واسعة استهدفت مناطق جزيرة الخالدية، شمال الرمادي، والحامضية شرقيها، وذلك بحسب بيان أصدره عضو التحالف، أحمد السلماني، اطلع "العربي الجديد" على نسخة منه.
وقال السلماني إن "عناصر مُندسة ضمن صفوف "الحشد" قامت بهدم وحرق المنازل والمدارس والمساجد، بالإضافة لمجمعات الماء في منطقتي جزيرة الخالدية والحامضية، كما قامت بتجريف أراضيها الزراعية"، مضيفاً: "لقد رافق عملية تحرير جزيرة الخالدية الكثير من الانتهاكات غير المقبولة وغير المُبررة، والتي تخدم مصالح تنظيم "داعش"، إذ قامت بهدم أغلب منازل منطقة الحامضية المُحررة منذ أكثر من ستة أشهر، وتجريف مساحات واسعة من بساتين المنطقة".
وتابع المتحدث ذاته: "نطالب القائد العام للقوات المُسلحة والقادة الميدانيين المتواجدين في أرض المعركة بمُحاسبة هذهِ العناصر المُندسة، والإيعاز لأفواج الطوارئ من الشرطة المحلية، والتي هي بحدود عشرين فوجاً، لمسك الأرض في منطقتي الحامضية والبو عيثة، وكذلك تجهيز وتسليح أبناء هذهِ المناطق الذين تطوعوا للشرطة في وقت سابق وشكلوا فوج الطوارئ الحادي عشر".
وكانت قيادة العمليات المشتركة التي تقود المعارك ضد "داعش" قد أعلنت مرارا عن تمكن قوات الجيش ومليشيات "الحشد" من السيطرة على مناطق جزيرة الخالدية التي تعتبر أهم معاقل التنظيم في مناطق شمال محافظة الأنبار، إلا أن استمرار الخسائر البشرية التي تتعرض لها قوات الأمن في الجزيرة تدحض هذه التقارير.