عبّر سكان العشوائيات في العاصمة العراقية بغداد عن أملهم في أن تتحول وعود رئيس الوزراء، عادل عبد المهدي، بتمليكهم الأراضي التي يشغلونها، أو منحهم سكناً مجانياً، إلى إلى وعود حقيقية تنتشلهم من الواقع المأساوي الذي يعيشون فيه.
وقال حيدر عبد الصاحب، الذي يسكن منطقة العشوائيات في معسكر الرشيد شرقي بغداد، "إن الأنظار تتجه نحو الحكومة التي وعدت بمنحنا سكناً مجانياً"، موضحا لـ"العربي الجديد" أنه يسكن مع زوجته وأطفاله الثلاثة في غرفة واحدة مسقوفة بالصفيح.
وأضاف "أرغمت أطفالي على ترك مدارسهم ومساعدتي في عملي ببيع الماء والمناديل على الأرصفة"، مبيناً أن هذا العمل يكاد يكفي قوتنا اليومي، ولا يمكن أن يوفر لنا سكناً بسيطاً، حتى لو انتظرنا ألف عام أخرى".
وفي الشأن ذاته، أكد علي سالم، وهو شاب حصل على شهادة البكالوريوس في الجغرافيا، العام الماضي، أنه يسكن مع أسرته في منطقة العشوائيات الواقعة في حي الشعلة شمال غرب بغداد. مبينا، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه أكمل سنوات الجامعة الأربع من دون أن يعلم أحد من أصدقائه أين يسكن بالضبط.
وأضاف "كنت أخجل من مكان سكني، وما زلت أخجل من ذلك، وحتى الفتاة التي أحبّها لن يقبل والدها تزويجها مني ما دمت أسكن هنا"، معبّرا عن أمله في أن يفي رئيس الوزراء بوعوده، ويمنح ساكني العشوائيات منازل تقيهم ذل السكن من مناطق "الحواسم". و"الحواسم" مصطلح يطلق في العراق على كل مكان عام تابع للدولة يتم التجاوز عليه من قبل المواطنين، وتحويله إلى منطقة سكنية.
ورحّب عضو البرلمان العراقي محمد شياع السوداني، بمبادرة الحكومة التي أشارت فيها إلى أنها ستوزع عقارات على المواطنين. مشددا، خلال مؤتمر صحافي عقده في بغداد، على ضرورة تهيئة البنى التحتية لإنجاح ذلك.
ودعا الحكومة إلى بناء مجمعات سكنية وتخصيصها للمشمولين بالرعاية الاجتماعية، مطالبا بتوزيع منح مادية على المستحقين.
وسبق لرئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، أن أكد، الثلاثاء الماضي، إطلاق مشروع سكني واسع في مختلف مناطق العراق، من أجل توزيع الأراضي المملوكة للدولة على شاغليها، خصوصا ساكني العشوائيات، مبينا أن هذا المشروع سيشمل كل عراقي لا يمتلك سكناً.
وأوضح أن هذه المساكن ستوزع على المواطنين مجانا، مؤكدا أن هذه المبادرة ستخصص مساحات كبيرة من الأراضي قرب المدن، حسب حاجة المحافظات من الوحدات السكنية، وعدد المحتاجين فيها.