رفعت عشرات العائلات المسيحية العراقية دعوى قضائية ضدّ رئيس ديوان الوقف الشيعي العراقي، الشيخ علاء الموسوي، بتهمة التحريض، بينما يحاول الأخير التوسط لإغلاق الدعوى. وجاء ذلك بعد تصريحات له وُصفت بالعنصرية والطائفية، شبّه فيها، خلال كلمة له جنوب العراق نقلتها وسائل إعلام محلية، المسيحيين بـ"الكفار" الواجب قتالهم.
وقال مصدر قضائي لـ"العربي الجديد" إنّ "180 عائلة مسيحية رفعت دعوى ضدّ رئيس ديوان الوقف الشيعي، على اعتبار أنّ حديثه هو تحريض ضدّ المسيحيين، ومحاولة لشق الصف واللحمة الوطنية والسلم المجتمعي في العراق"، مبينا أنّ "تلك العوائل حمّلت الموسوي المسؤولية في حال تعرضت في بغداد والمحافظات الأخرى إلى أي أذى أو ترحيل قسري".
ويحاول رئيس ديوان الوقف الشيعي التوسط لدى المسيحيين لرد الدعوى القضائية، وأرسل وفدا من الوقف إلى حركة بابليون المسيحية للتوسط بشأن الدعوى، خاصة بعد تصريحات من مسؤولي الحركة اعتبرت الدعوة تلك لا تختلف عن دعوات (داعش)".
وقال مصدر سياسي إنّ "الوفد طالب من حركة بابليون، على اعتبار أنّها جزء من الحشد الشعبي، أن تخفف من حدّة الاحتقان المسيحي ضدّ الموسوي، وأن تسعى مع الوقف للتوسط لدى العائلات المسيحية لرد الدعوى".
وأضاف، أنّ "الوفد اجتمع مع أمين عام الحركة، ريان الكلداني، وحصل على تطمينات منه ووعود بمتابعة القضية، على ألا يصدر الموسوي هكذا تصريحات لا تصب في صالح المكونات العراقية".
من جهته، أكد النائب المسيحي، لويس كارو، أنّ "هذه التصريحات تسببت في خيبة أمل لدى كثير من العراقيين، ويجب على الجميع الابتعاد عن الخطاب التحريضي".
وقال كارو، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "هذه التصريحات أطلقت مع قرب موعد الانتخابات البرلمانية، والتي تسعى فيها الجهات السياسية إلى تحقيق المكاسب الشخصية"، مبينا أنّ "هذه التصريحات تأتي أيضا ضمن إطار الدعاية الانتخابية، كما أنّها محاولة لإشاعة روح البلبلة والفتنة بين العراقيين".
وأكد أنّ "الوضع العراقي اليوم حساس، ولا يمكن إثارة مواضيع مرفوضة أساسا"، مؤكدا أنّ "العقلاء لا يقبلون بهذه المقولات، ورافضون لها، ومشمئزون من تلك التصريحات".
وأشار إلى أنه "لا يمكن لنا أنّ نسيطر على هذه الأبواق، ويجب رفض كل دعوات الاحتقان في البلد"، مؤكدا أنّ "العراق يحتاج اليوم إلى إشاعة روح المحبة والسلام والتسامح بين الجميع".
وكان رئيس ديوان الوقف الشيعي، علاء الموسوي، قد وصف المسيحيين بـ"الكفار والمشركين"، وأكد ضرورة "الجهاد" ضدّهم.