كشف مسؤولون عراقيون عن عمليات خطف منظّمة تستهدف نازحي محافظة الأنبار، غربي العراق، الفارين من مناطقهم بسبب القصف الجوي والصاروخي وجرائم تنظيم داعش، والتي راح ضحيتها الآلاف من المدنيين.
وأوضح المسؤولون أنَّ عمليات الخطف تحدث بشكل أكبر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة العراقية، والتي تنتشر فيها قوات الجيش والشرطة المحلية والمليشيات المسلحة، ما أسفر عن اختفاء عشرات الأسر والشباب والرجال النازحين بعد أن تم اختطافهم من قبل المليشيات المسلحة.
وقالت النائبة في البرلمان العراقي لقاء مهدي وردي في بيان صدر في بغداد اليوم السبت، أنَّ "هناك عمليات خطف تستهدف نازحي الأنبار في المناطق (المحررة) من المحافظة من قبل جهات ليست ضمن المؤسسة الأمنية ومعلومة لدى الحكومة العراقية"، في إشارة إلى المليشيات المسلحة المدعومة من الحكومتين العراقية والإيرانية.
اقرأ أيضاً: لهذه الأسباب يكتب العراقيّون وصاياهم
وأوضحت وردي أنَّ "عمليات خطف نازحي الأنبار تتم بين منطقتي الرزازة والحبانية جنوب المحافظة، فضلاً عن عمليات خطف أخرى تستهدف النازحين في منطقة جسر بزيبز المعبر الوحيد الواصل بين محافظة الأنبار والعاصمة العراقية بغداد"، مشيرة إلى أن "عدد المختطفين من نازحي الأنبار بلغ 1200 مختطف حتى الآن، تم تحويلهم إلى محافظات أخرى من البلاد في بابل وكربلاء جنوبي العراق".
وكان النائب في البرلمان العراقي عن محافظة الأنبار أحمد السلماني كشف في نوفمبر/شرين الثاني الماضي عن قيام مليشيات مسلحة، لم يفصح عنها، باختطاف 1200 نازح من أهالي الأنبار في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا حزب الله فرع العراق، ومليشيا عصائب أهل الحق. وقال السلماني في تصريح صحافي سابق إنَّ "عمليات الخطف جرت للنازحين خلال خروجهم من مدنهم في الأنبار وتوجههم نحو العاصمة العراقية بغداد أو عودتهم منها إلى المحافظة".
ولا تقتصر عمليات خطف النازحين على خارج المحافظة أو في أطرافها، بل حتى في المناطق الواقعة قرب مركز المحافظة، والتي تسيطر عليها قوات الجيش والشرطة المحلية والمليشيات المسلحة المساندة لها.
وداهمت القوات الأميركية الموجودة في قاعدة الحبانية غرب الفلوجة قبل نحو أسبوع مقراً تابعاً لمليشيا كتائب حزب الله في منطقة الخالدية ومحيطها 16 كلم شرق مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، وأفرجت عن 500 مختطف بعد تلقيها بلاغات من أهالي المختطفين.
اقرأ أيضاً: الخطف المسلّح يتصاعد في بغداد دون رادع
واعترف قائد صحوة الخالدية خالد الدليمي في تصريحات صحافية أنه "تم إبلاغ القيادة الأميركية في المنطقة من قبل الشرطة المحلية بطلب من الأهالي، فخرجت قوة بقيادة ضباط أميركيين وبصحبة عشرات المقاتلين المتطوعين من أبناء المحافظة، وداهمت مقراً تابعاً لمليشيا حزب الله وعثرت على 500 معتقل جميعهم من أهل "السُنَّة" وعدد كبير من المواطنين الذين خرجوا من مناطق سيطرة تنظيم "داعش" وكانوا متوجهين إلى العاصمة بغداد."
وبين الدليمي أنَّ" أغلب المعتقلين الذين عثر عليهم في مقر مليشا حزب الله تم اعتقالهم في منطقة الرزازة على طريق عامرية الفلوجة الممتد حتى جسر بزيبز جنوب المحافظة"، مشيراً إلى أنَّ "القوات الأميركية نقلت جميع المعتقلين إلى مركز شرطة الخالدية لإكمال إجراءات إخلاء سبيلهم".
يأتي ذلك وسط رفض شعبي عارم لتواجد المليشيات "الشيعية" المدعومة إيرانياً في مناطق الأنبار، خشية تكرار ما جرى في جرف الصخر وتكريت وبيجي وديالى من عمليات خطف وإعدام للأهالي ونهب وسلب للممتلكات العامة والخاصة للمواطنين.
وما زالت عشرات الأسر الأنبارية مختفية منذ شهور، فضلاً عن العشرات من الشباب والرجال، ولا يعرف عنهم شيئاً، لرفض السلطات الحكومية التعاون مع أهاليهم في البحث عنهم.
اقرأ أيضاً: العصي الكهربائية لمواجهة الخطف والتحرش بالعراق