عقد قادة "التحالف الوطني" الحاكم، اليوم الأحد، في محافظة كربلاء (100 كم جنوب بغداد)، اجتماعاً وصف باجتماع "الفرصة الأخيرة"، لمناقشة الإصلاحات الحكومية، بعد ساعات على وصول رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، اليوم الأحد، إلى المحافظة لطرح خارطة طريق للإصلاح.
وقال مصدر في التحالف، لـ"العربي الجديد"، إن الاجتماع، والذي ما زال منعقداً حتى الآن، ضم رئيس الوزراء، حيدر العبادي، ورئيس التحالف الوطني، إبراهيم الجعفري، ورئيس المجلس الأعلى الإسلامي، عمار الحكيم، وزعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، وعدداً آخر من قيادات التحالف الوطني، مبيناً أن الاجتماع، والذي ناقش خطة العبادي، يمثل الفرصة الاخيرة لاتفاق مكونات التحالف على صيغة مشتركة للتغيير الوزاري.
وذكر المصدر ذاته أن الاجتماع في كربلاء تم بوساطة أطراف خارجية، لإقناع الفرقاء بالحضور، مؤكداً أنه قد يفضي إلى شيء مهم.
إلى ذلك، أوضح مصدر حكومي مطلع، لـ"العربي الجديد"، أن العبادي سيلتقي، في وقت لاحق من اليوم الأحد، مرجعيات دينية وشيوخ عشائر وشخصيات سياسية من المحافظات الجنوبية، لكسب تأييدهم لوثيقة الإصلاح الجديدة التي سيطرحها، مبرزاً أن رئيس الحكومة يتعرض لضغوط كبيرة داخلية وخارجية، تطالبه بإجراء تغييرات وزارية جذرية وشاملة.
اقرأ أيضاً: اتفاق العبادي مع طهران يوصل خلافات الصدر وسليماني لذروتها
وأضاف المصدر الحكومي أن "رئيس الوزراء في حرج كبير بسبب التظاهرات المنددة بالفساد والمطالبة بالإصلاح الحكومي، فضلاً عن رفض قادة الكتل السياسية الموافقة على أي تعديلات جديدة تمس المناصب التابعة لوزرائهم"، مشيراً إلى رغبة العبادي في إيجاد مخرج سريع للأزمة، والتي تفاقمت بعد وصول المتظاهرين إلى مداخل المنطقة الخضراء المحصنة، والتي توجد بها مقرات الدولة العراقية.
وناقشت الهيئة السياسية لـ"التيار الصدري"، والذي يتزعمه مقتدى الصدر، اليوم الأحد، مع رئيس الجمهورية، فؤاد معصوم، المشروع الإصلاحي الذي أطلقه التيار الشهر الماضي.
وقالت الهيئة، في بيان، إن وفداً من التيار التقى الرئيس العراقي لإطلاعه على الأسباب التي دفعت إلى طرح المشروع، مؤكدة أنه "جاء كفعل مسبق واحترازي ينقذ الدولة والعملية السياسية من غضب وردة فعل الشارع".
وتظاهر، الجمعة الماضي، الآلاف من أتباع "التيار الصدري"، للأسبوع الثاني على التوالي، عند مدخل المنطقة الخضراء التي تضم مقرّات الحكومة، والسفارتين الأميركيّة والبريطانيّة، في مشهد استعراضي وصف بأنّه "ورقة ضغط على رئيس الوزراء، حيدر العبادي، يمارسها الصدر لإملاء شروطه عليه".
وقاد التظاهرة المتحدث باسم الصدر، الشيخ صلاح العبيدي، ووزراء الكتلة الصدريّة في الحكومة، ملوّحين باقتحام المنطقة الخضراء إذا لم تنفذ الحكومة مطالب المتظاهرين، وتعجل بالإصلاحات الحكومية.
اقرأ أيضاً: العراق: تظاهرات الصدر استعراض للقوة وضغط على العبادي