أكدت مصادر أمنية عراقية، اليوم السبت، بدء عملية التحشيد العسكري لقوات الجيش وأبناء العشائر، للهجوم على مدينة هيت، الواقعة على نهر الفرات 70 كيلومتراً غرب الأنبار، بدعم أميركي، وذلك بعد نحو شهر على نجاح جهود تحرير الرمادي عاصمة المحافظة.
ووفقاً لمسؤول عسكري تحدث لـ"العربي الجديد" عبر الهاتف، فإن اجتماعات عسكرية شهدتها قاعدة عين الأسد غرب البلاد، بين قادة أميركيين وضباط عراقيين وزعماء قبائل لتنسيق الهجوم وتحديد ساعة الصفر. المسؤول العراقي أوضح، أن تعزيزات عسكرية وصلت لحدود المدينة بانتظار استكمال الاستعدادات للهجوم.
من جانبه، قال قائممقام مدينة هيت مهند زبار، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، إن "الحكومة المحلية في الأنبار والقيادات الأمنية كافة بانتظار ساعة الصفر"، مضيفاً أنه "سيتم تحرير مدينة هيت في عملية عسكرية واسعة بمشاركة قوات الجيش والشرطة المحلية ومقاتلي عشائر الأنبار، وبغطاء جوي من طيران التحالف الدولي".
زبار أوضح، أن "قاعدة عين الأسد في منطقة البغدادي غرب هيت، تشهد اجتماعات مكثفة بين الحكومة المحلية في المحافظة والقادة الأمنيين والعسكريين، بهدف بحث خطة اقتحام هيت واستعادة السيطرة عليها"، مشيراً إلى وجود استعدادات لفتح ممرات آمنة للمدنيين للخروج من المدينة تمهيداً لانطلاق العملية العسكرية.
وتقع هيت على عقدة مواصلات مهمة جداً، فهي تبعد من جهة الشرق نحو 60 كلم عن مدينة الرمادي مركز المحافظة، وهي على مقربة كبيرة من قاعدة عين الأسد الجوية في بلدة البغدادي التابعة لها من جهة الغرب. كما تربطها طرق مواصلات مهمة بين مدن الأنبار الغربية ومناطق شمال وشمال غرب محافظة صلاح الدين، وشمالاً عبر الصحراء وصولاً إلى الموصل.
ويفرض تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" سيطرته على المدينة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2014، ونفذ جرائم كبيرة فيها، كان أبرزها مجزرة عشيرة البو نمر التي راح ضحيتها 700 شخص.
اقرأ أيضاً العراق: تجدّد الخلاف بشأن قانون العفو العام وتوقعات بتأخيره