وكشف مسؤول عراقي بارز في بغداد، لـ"العربي الجديد"، "عن مبادرة ترعاها أطراف عدّة لسحب منظمة "بدر" ونواب آخرين في قائمة "الفتح" إلى المعسكر الثاني (الصدر ـ العبادي) لتشكيل الحكومة، بعد الوصول إلى قناعة بأن أي حكومة تُشكّل دون إشراك الصدر فيها أو قائمة "الفتح" لن تصمد طويلاً".
ولفت إلى أن "هناك أطرافاً عدّة ترعى هذه المبادرة بمن فيهم عمار الحكيم، ومقتدى الصدر، بعد الوصول إلى قناعة من أن عدم التقاء الطرفين أو توافقهم سيكون من الصعب حينها تشكيل حكومة والوصول إلى استقرار سياسي وأمني في البلاد".
من جهته، أكّد القيادي في "ائتلاف دولة القانون"، منصور البعيجي، لـ"العربي الجديد"، أن "هناك مساعي حثيثة لإحداث توافق بين الفتح من جهة، والتحالف الآخر الذي يتواجد فيه الصدريون والنصر من جهة أخرى".
وتابع "هناك مؤشرات إيجابية ظهرت لكن الجهود حثيثة ومتواصلة للتقارب، فالأكراد استغلوا الانقسام الشيعي وباتوا يطالبون بأمور ويفرضون شروطاً مستغلين الأزمة السياسية".
واعتبر أنه "في النهاية ستشكل حكومة محاصصة وسنعود لها وستكون، هذا لي وهذا لك، وكل شيء ينتهي لأنه من دون تقارب أو اتفاق بين المعسكرين، لن يكون هناك حكومة وأي طرف سيشكلها لن تصمد أكثر من ستة أشهر".
ويتزامن الحديث عن المبادرة مع زيارة يقوم بها المبعوث الأممي إلى العراق يان كوبيتش، إلى طهران، منذ مساء أمس، للقاء مسؤولين إيرانيين وبحث ملف تشكيل الحكومة العراقية، في خطوة اعتبرها سياسيون عراقيون سابقة من نوعها.
وذكرت وكالة "أرنا" الإيرانية، أن المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي حسين أمير عبد اللهيان استقبل كوبيتش في طهران، وبحثا تشكيل الحكومة العراقية.
ونقلت الوكالة عن المبعوث الأممي "أمله بأن يتوصل البرلمان العراقي وقادة هذا البلد إلى اتفاق بشأن الحكومة الجديدة، لما يساهم في تعزيز مسار الأمن والاستقرار في العراق".
من جهته، رفض عبد اللهيان تحركات بعض دول المنطقة في التطورات الجديدة في العراق، مشدداً على أن "على السعودية أن تحترم رأي الشعب العراقي ووجهة نظره وأن تكون جاراً بناءً للشعب العراقي".
وفي هذا الشأن، اعتبر القيادي بالتيار المدني العراقي، حسام الصفار، أن زيارة المبعوث الأممي للعراق إلى طهران وبحث ملف الحكومة، تشريعٌ أو ترسيخٌ للتدخل الإيراني في العراق.
وأضاف "يجب أن يكون هناك رفض سياسي عام بالعراق لزيارة المبعوث الأممي، وبحثه لشأن داخلي عراقي في طهران"، معتبراً أنها "خطوة غير مسبوقة ولا يمكن وصفها إلا أن الأمم المتحدة تؤكد التدخل الإيراني بالعراق، وفي الوقت نفسه تمنحه تشريعاً من نوع ما".