أعلنت كتل برلمانية عراقية عن منع نحو 200 ألف نازح من العودة إلى مناطقهم، التي استعادت القوات العراقية السيطرة عليها في مناطق جنوب العاصمة وشمال محافظة بابل، ضمن ما يعرف بحزام بغداد.
وحذر ائتلاف الوطنية العراقية، بزعامة نائب رئيس الجمهورية السابق إياد علاوي، اليوم الثلاثاء، في بيان، من وجود مخطط تغيير ديموغرافي لمناطق شمال بابل وجنوب بغداد، لا يسمح بعودة 200 ألف نازح من تلك المناطق.
وأوضح القيادي في الائتلاف، كامل الغريري، أن "على رئيس الوزراء حيدر العبادي إعادة أكثر من 200 ألف نازح إلى مناطق جرف الصخر والبحيرات والبو شمسي واللطيفية واليوسفية وغيرها من المناطق الواقعة جنوب بغداد وشمال محافظة بابل".
ولفت الغريري إلى أن "القوات العراقية استعادت السيطرة على تلك المناطق منذ عام ونصف العام، وأغلب هؤلاء النازحين يعيشون في مخيمات في أوضاعٍ إنسانية سيئة للغاية"، معرباً عن تخوف الائتلاف والأهالي من "وجود مخطط لإحداث تغيير ديموغرافي، خاصة في ناحية جرف الصخر، التي كان يقطنها أكثر من ثمانية آلاف مواطن قبل النزوح".
اقرأ أيضاً: نازحون عراقيون في العراء ومعبر بزيبز لا يزال مغلقاً
وأشار إلى "محادثات مستمرة بين الحكومة العراقية ومختلف الأحزاب والكتل السياسية في التحالف الوطني لإعادة هؤلاء النازحين إلى مناطقهم، ولكن من دون جدوى، ما يعني وجود نية مبيتة لتغيير ديموغرافيتها".
ودعا الغريري، رئيس البرلمان العراقي، سليم الجبوري، إلى الوقوف بحزم لإنهاء معاناة هؤلاء النازحين، مطالباً بتشكيل لجنة خاصة برئاسة رئيس البرلمان وبمشاركة عدد من الكتل البرلمانية لزيارة تلك المناطق ميدانياً، والاطلاع على أسباب منع عودة الأهالي النازحين إليها، وإيجاد حل سريع لمعاناتهم.
واعتبر الغريري أن منع النازحين من العودة إلى مناطقهم "غير منصف وحججه واهية". كما طالب، في الوقت ذاته، رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق، بان كوبيش، بزيارة تلك المناطق والضغط على الحكومة العراقية، لإعادة النازحين إليها بأسرع وقت.
ودعا الائتلاف رئيس الوزراء العراقي إلى توضيح الأسباب الحقيقية وراء عدم إعادة النازحين إلى تلك المناطق حتى الآن، وضرورة تشكيل لجنة مختصة لوضع حلّ نهائي لقضية النازحين. وكانت القوات العراقية ومليشيات الحشد الشعبي المساندة لها أعلنت، في أكتوبر/تشرين الأول 2014، سيطرتها بالكامل على بلدة جرف الصخر بعد معارك ضارية مع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
ولم تسمح مليشيات الحشد الشعبي، المنتشرة في جنوب بغداد، للنازحين بالعودة إلى مناطقهم حتى اليوم، واعتقلت عدداً كبيراً منهم حاولوا العودة ولا يزال مصيرهم مجهولاً.
واتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، في تقرير لها، صدر مطلع الشهر الحالي، مليشيات الحشد بجرائم وانتهاكات وصفتها بالفظيعة تجاه السنة في العراق، منها عمليات إعدام ميدانية، وتغيير ديموغرافي، وتهجير، وتجريف منازل وقرى كثيرة، معتبرة أن الحكومة متواطئة مع ما يحصل. في حين ردت قيادات في المليشيات على التقرير ووصفته بـ"الطائفي الكاذب".
وينطبق الأمر ذاته على مناطق وبلدات وقرى ديالى (57 كلم شمال شرق العاصمة بغداد) وعدد كبير من بلدات وقرى صلاح الدين شمال العاصمة.
اقرأ أيضاً: الجفاف يقتل أطفال النازحين والمحاصرين في الأنبار