وانتشرت وحدات مدرعة في أجزاء واسعة من مدينة البصرة، وتحديدًا في مناطق وجود المحتجين، الذين نصبوا سرادق كبيرة في طرق مرور الشاحنات وناقلات النفط والبضائع إلى الموانئ العراقية بمياه الخليج العربي.
ووفقًا لسكان محليين في البصرة، فقد انتشرت وحدات في مناطق الزبير وأم قصر والهارثة وشط العرب والصادق وسفوان ومركز مدينة البصرة نفسها. وتتركز التظاهرات في مناطق معينة من البصرة، وسط استمرار توافد السكان، فيما فرضت الشرطة حظر تجوال كامل على الأشخاص والسيارات بمحيط المجمع الحكومي في النجف، خوفًا من عمليات اقتحام متوقعة للمباني الحكومية هذه الليلة.
وحاولت قوات الأمن استباق أي عملية تقدم للمتظاهرين نحو المنطقة التي تضم المباني الحكومية، من خلال إطلاق النار في الهواء، ونشر سيارات عسكرية، وأخرى بخراطيم المياه، بالقرب من ساحة العشرين في النجف.
وفي ميسان، ما زالت مدن عدة تشهد احتجاجات واسعة، والأمر نفسه في مدينة الهندية في محافظة كربلاء.
في الأثناء، قال عضو مجلس عشائر الجنوب، الشيخ عزيز المياحي، لـ"العربي الجديد"، إن "التظاهرات ستستمر لحين يلتمس الناس صدقًا من المسؤولين عن إدارة البلاد".
وفي السياق، علم "العربي الجديد"، من قيادات عسكرية في بغداد، أن رئيس الحكومة، حيدر العبادي، وافق على عزل قائد الجيش في البصرة، اللواء الركن جميل الشمري من منصبه، فضلًا عن إجراء تحقيق عاجل بإطلاق النار على المتظاهرين، وذلك ضمن حزمة قرارات ستعلن خلال الساعات المقبلة.
إلى ذلك، أوضح مسؤول في الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي في بغداد في تصريحٍ لـ"العربي الجديد"، أن إيقاف موقعي فيسبوك وتويتر جاء ضمن مقررات خلية الأزمة الأمنية التي عقدت اجتماعها في ساعة متأخرة من ليل أمس الجمعة، وأنه تم تكليف وزارة الاتصالات بإلزام مزودي الخدمة في العراق بالقرار.
كذلك، نقل تلفزيون كردي في إقليم كردستان العراق عن المتحدث باسم وزارة النقل التابعة لحكومة أربيل، أوميد محمد صالح، قوله إن "قرار الحكومة العراقية بقطع خدمة موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك طاول الإقليم أيضاً، وأنه سيكون بشكل مؤقت"، مبينًا أن "الحكومة العراقية تضغط أيضاً لقطع خطوط الإنترنت".