وأضاف العريضي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن مسألة التردد التركي بخصوص العسكرة في إدلب سمح أيضاً لروسيا بدعم حلفائها على الأرض، خاصة أن أنقرة متفاجئة من نقض الاتفاقات المتكرر من قبل روسيا، في إدلب وحماة.
وأشار العريضي إلى أن كلاً من تركيا وروسيا تأمل أن يتم حسم الوضع في الميدان ما سيسهم في تقوية الطرف المفاوض، وكسبه المزيد من المصالح، وما سيحدد وقف إطلاق النار أو استمراره، بحسب رأيه.
ولفت المتحدث باسم "هيئة التفاوض السورية" إلى أن تركيا والمعارضة مصرتان على عدم تقديم أي تنازل سياسي، وهو ما تعلمه كافة الأطراف الدولية، وهو أمر مقلق للروس، ما قد يصعد الضغط العسكري للحصول على مكاسب سياسية.
وكان رئيس "هيئة التفاوض" نصر الحريري، قد اعتبر في تغريدة على "تويتر" أمس الجمعة أن لا قيمة لعملية سياسية ولا للجنة دستورية ولا لجهود أممية ولا لقرارات دولية ولا لتصريحات ولا لإدانات، أمام ما يعانيه ويكابده أهل المنطقة الشمالية من سورية من قتل وتدمير ونزوح وعذاب وتهجير.
ولفت الحريري، في تعليق على تصاعد حدة القصف على المنطقة، إلى أنه "لم يبق هناك سلاح لم يستخدم، استهدفوا المدنيين في كل مكان حتى تحت الأشجار، جرائم بالجملة".
أما رئيس الهيئة السياسية في "الائتلاف الوطني" ياسر الحسن، فحمّل روسيا والنظام مسؤولية ما يجري من أحداث مروعة بحق المدنيين في مناطق خفض التصعيد بشمال سورية، مؤكداً أن هذه الأحداث ترقى لجرائم حرب بحسب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
ولفت الحسن في تصريحات نشرها موقع الائتلاف اليوم السبت، إلى أن قوات النظام، وبدعم روسي، خرقت كافة القرارات الدولية المتعلقة بإدخال المساعدات الإنسانية للمحتاجين والعملية السياسية، إضافة إلى الاتفاقيات الأخرى المتعلقة بوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المعتقلين، وأهمها اتفاق خفض التصعيد الذي لم يتبق من مناطقه إلا إدلب وأرياف حماة وحلب واللاذقية.
كما أشار إلى أن الطائرات الروسية القادمة من قاعدة حميميم قصفت إلى جانب طائرات النظام مناطق مدنية خالصة، كالأسواق والمنازل والمشافي ومراكز الدفاع المدني، ما تسبب بمقتل المئات من المدنيين، بينهم أطفال ونساء، إلى جانب تدمير عشرات المرافق الحيوية والمراكز الطبية.
ونبّه رئيس الهيئة السياسية في "الائتلاف الوطني" إلى أن نوايا النظام بالسيطرة على إدلب "لم تعد خافية على أحد"، لافتاً إلى أنه "سيناريو مكرر لما حدث في حلب وريف حمص الشمالي والغوطة ودرعا". وقال الحسن إنه "في كل مرة يجعل الإرهاب ذريعة له لقصف المدنيين. وبالتأكيد لا يوجد في سورية إرهاب يفوق إرهاب الأسد وروسيا والصور القادمة من إدلب توضح ذلك".
وشدد على ضرورة دعم "الائتلاف الوطني" لـ"الجيش السوري الحر" في الدفاع عن المدنيين وحمايتهم، بعد فشل المجتمع الدولي المتكرر في وقف المذابح التي يرتكبها النظام وروسيا بحق المدنيين.