وقالت مديرة فرع المنظمة في الجزائر، حسينة أوصديق، في ندوة بالعاصمة الجزائرية: "لاحظت أن خطابا عنصريا، ودعوات للعنف، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ضد الأفارقة في اليوم العالمي للاجئين، ولحسن الحظ أن هذه التصرفات الصادمة لا تمثل كل الجزائريين".
وطالبت أوصديق، الحكومة الجزائرية بتطبيق قانون العقوبات بحق كل شخص يدعو إلى ممارسة العنف ضد أي شخص آخر، ولفتت إلى أن "عددا كبيرا من المهاجرين الأفارقة يتم استغلالهم في ورشات البناء في ظروف عمل سيئة، ولا يستفيدون من أي حماية، لهذا لابد من تسوية أوضاعهم".
وينتشر في العديد من المدن الجزائرية مئات المهاجرين الأفارقة الذين يقيمون في مخيمات عشوائية لا توفر أدنى ضرورات الحياة الكريمة، كما يقوم بعضهم بالتسول في الشوارع وأمام المساجد، وتسببت هذه المظاهر في ظهور مخاوف جدية من استمرار الوضع، ومطالبات للحكومة بإنهاء مأساة المهاجرين الأفارقة، إما بترحيلهم إلى بلدانهم أو تنظيم وجودهم في البلاد عبر مراكز خدمية.
وانتقدت أوصديق، قرار السلطات الجزائرية ترحيل المهاجرين القادمين من دولة النيجر العام الماضي، وكشفت أن معظمهم عادوا إلى الجزائر مجددا بسبب عدم توفر ظروف العيش في بلدهم، وأضافت أن الجزائر "أصبحت بلد استقبال للمهاجرين، بفضل استقرار الأوضاع بها، فاللاجئون الذين يأتون إليها لم يختاروا مغادرة بيوتهم، وإنما اضطروا لذلك بسبب التهديدات".
وثمنت إعلان وزير الداخلية الجزائري، نور الدين بدوي، قبل يومين، عن مشروع قانون خاص بالمهاجرين الذين يواجهون مخاطر في بلدانهم، وإحصاء المهاجرين ببطاقة وطنية تشملهم، وتسهيل عملهم عبر منحهم تراخيص العمل.
ويشتغل آلاف من المهاجرين الأفارقة في المزارع وورشات البناء بمقابل مادي يقل كثيرا عن ما يتقاضاه العمال الجزائريون، وهو ما يعتبر تمييزا ضدهم، إضافة إلى عدم حصولهم على خدمات خلال فترة عملهم كونهم لا يملكون وثائق إقامة رسمية.
وأكدت اوصديق، أن "مشروع القانون الذي تعده الحكومة بشأن المهاجرين واللاجئين، هو خطوة إيجابية. لا ينبغي أن ننسى أننا بلد أفريقي، ومن غير اللائق التعامل مع اللاجئين الأفارقة على أنهم قادمون من قارة بعيدة"، مشددة على أن "القانون المرتقب لا ينبغي أن يتضمن عقوبات ضد الأجانب الذين يعبرون الحدود بطريقة غير قانونية".
وطالب المتحدث باسم الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان، سعيد صالحي، الحكومة بمنح الحق في العمل والتعليم والعلاج للمهاجرين السوريين والرعايا القادمين من دول أفريقيا والساحل، وانتقد الدعوات العنصرية الأخيرة بشأن المهاجرين الأفارقة في الجزائر، وقال "كيف نندد بالعنصرية ضد المهاجرين في أوروبا، بينما نفعل الشيء نفسه تجاه المهاجرين الأفارقة في الجزائر".