قالت منظمة العفو الدولية، اليوم الثلاثاء، إن حكومة ميانمار "تعرّض حياة عشرات الآلاف من مسلمي الروهنغيا في إقليم أراكان للخطر"، عبر حظر أنشطة منظمات الإغاثة الدولية بالإقليم.
وقالت مديرة الاستجابة للأزمات بالمنظمة، تيرانا حسن، إن "لا شيء يشرّع لعرقلة وصول المساعدات التي تحمل أهمية مصيرية لأناس في حالة يأس"، وأكدت، في بيان، على ضرورة إتاحة الحكومة الميانمارية للمنظمات الإغاثية إمكانية الوصول، بكل حرية، إلى أراكان، لتقديم المساعدات إلى مسلميها.
وأشارت حسن، إلى أن جيش ميانمار "يستخدم القوة المفرطة" ضد مسلمي الروهنغيا، "على خلفية انتمائهم الإثني والديني"، داعية إلى "وقف ذلك بأسرع وقت".
ولا تتوفر إحصائية واضحة بشأن ضحايا الإبادة، لكن المجلس الأوروبي للروهنغيا، أعلن في 28 أغسطس/آب الماضي، مقتل ما بين ألفين إلى 3 آلاف مسلم في هجمات جيش ميانمار بأراكان خلال 3 أيام فقط.
إلى ذلك، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، إن حكومة ميانمار سمحت لوكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) بالدخول إلى إقليم أراكان كأول وكالة مساعدات أجنبية تدخل المنطقة، وإدخال ألف طن من المساعدات الإنسانية كمرحلة أولى.
وأضاف قالن في بيان الثلاثاء، أن قرار حكومة ميانمار أعقب اتصالًا هاتفيًا أجراه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اليوم، مع رئيسة الحكومة الميانمارية، أونغ سان سوتشي، وبحث خلاله قضية مسلمي الروهنغيا في إقليم أراكان.
وأعلنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، فرار أكثر من 123 ألفا من الروهنغيا من أراكان إلى بنغلاديش المجاورة بسبب الانتهاكات الأخيرة بحقهم.
وأشادت المتحدثة باسم المفوضية، دنيا أسلم خان، بمقترح تركيا المتعلق بفتح بنغلاديش حدودها أمام الروهنغيا مقابل تحمل أنقرة مصاريفهم، ووصفته بـ"الإيجابي" و"المشجع"، داعية الدول الأخرى لاتخاذ خطوات مماثلة.
وأضافت أنّ رحلة الفارين من أراكان إلى الحدود مع بنغلاديش تستغرق نحو 3 أيام، وتتخللها معاناة كبيرة، وأن بعضهم "لا يجد سوى مياه الأمطار لشربها خلال رحلتهم الشاقة التي يقطعونها حفاة عراة".
ولفتت أسلم خان، أن إقليم أراكان في ميانمار يضمّ نحو 1.2 مليون مسلم، وأن أحداث العنف الأخيرة أجبرت نحو 123 ألفاً منهم على مغادرة البلاد، وأنّ نحو مليون مسلم لا يزالون في أراكان، وأن عدد المسلمين المتجهين نحو الحدود مع بنغلاديش "مرشح للارتفاع".
من جانبه، قال المتحدث باسم صندوق الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، كريستوف بوليراك، إن الأمم المتحدة سحبت كافة موظفيها من شمال أراكان، لـ"دواع أمنية"، وأنه لا توجد وسيلة أخرى لمساعدة أطفال الروهنغيا.
وأضاف بوليراك، أن "النساء والأطفال يمثلون 80 في المائة من النازحين الروهنغيا الفارين إلى بنغلاديش في الأيام الـ11 الأخيرة"، مشيرًا أن الأطفال يعيشون في حالة "صدمة حقيقية".
ودعا وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أمس الأول، بنغلاديش لفتح حدودها لمسلمي الروهنغيا مع تكفل تركيا بنفقاتهم كاملة.
تضامن إسلامي
وفي البوسنة والهرسك، أعلن الاتحاد الإسلامي (الشؤون الدينية)، اعتزامه تشكيل لجنة لشرح معاناة مسلمي الروهنغيا الذين يتعرضون لمجازر في ميانمار، أمام الرأي العام المحلي، وجمع تبرعات لصالحهم.
وقال رئيس الاتحاد حسين كفازوفيتش، في تصريح صحافي، "سنفعل ما بوسعنا لوقف الإبادة الجماعية بحق مسلمي أراكان"، ولفت إلى أن الشعب البوسني يدرك جيدا ماذا يعني أن تكون ضحية لإبادة جماعية، في إشارة إلى المجازر التي ارتكبها الصرب بحقهم في تسعينيات القرن الماضي. "لذلك ينبغي أن نرفع صوتنا أولا ضد الإبادات الجماعية إينما كانت في أرجاء العالم".
ودعت هيئتان حقوقيتان مغربيتان، اليوم الثلاثاء، بشكل منفصل، إلى تنظيم وقفتين احتجاجيتين، يومي الجمعة والسبت المقبلين؛ تضامنًا مع أقلية الروهنغيا المسلمة في ميانمار.
ودعت "المبادرة المغربية للدعم والنصرة"، إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام مبنى البرلمان، الجمعة المقبل، للتضامن مع مسلمي الروهنغيا، ووقف "الجرائم" بحقهم، وقالت المبادرة، في بيان، إنها ستنظّم الوقفة تحت شعار "الشعب المغربي يندد بالمجازر المرتكبة ضد مسلمي الروهنغيا، ويدعو إلى التدخل العاجل لوقف حرب الإبادة الجماعة المرتكبة من طرف جيش ميانمار".
كما دعا "الائتلاف المغربي للتضامن" (يضم عددًا من الجمعيات غير الحكومية) إلى المشاركة في وقفة احتجاجية، السبت المقبل، بمدينة الدار البيضاء (أكبر مدن البلاد/شمال).
(الأناضول)